الغامديــة
عدد المساهمات : 101 تاريخ التسجيل : 25/03/2010
| موضوع: أحاديثُ دُخولِِ الجنةِ بقول : " لا إله إلا الله " وشرحُ النووي لها الثلاثاء أبريل 27, 2010 4:47 am | |
| _ عن أنس - رضي الله عنه - : أن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ومعاذٌ رَدِيفَه على الرَّحلِ ، قال : " يا مُعَاذُ " , قالَ : لَبَّيْك يا رسولَ اللهِ وسَعْدَيْكَ ، قال : " يَا مُعَاذُ " , قال : لَبَّيك يا رسولَ اللهِ وسَعديك ، قال : " يا معاذُ " , قال : لبّيك يا رسول الله وسَعديك ، ثلاثاً ، قال : " ما مِنْ عبدٍ يشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ ، وأنَّ مُحَمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ ؛ صِدْقاً مِنْ قَلْبِهِ , إلاَّ حرَّمهُ اللهُ على النَّار " , قال : يا رسولَ اللهِ ، أفلا أخبرُ بِها الناسَ فَيَسْتَبشِروا ؟ قال : " إِذاً يَتَّكِلوا " . فأخبر بِها مُعاذٌ عندَ موتِه تأثُّماً . ( مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ) . _ وعن أنسٍ قال : ذُكِرَ لِي أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لِمُعاذٍ : " مَنْ لَقِىَ اللَّهَ لا يُشركُ به شيئاً دخل الجنّةَ " . ( متفق عليه ) . _ وعن عِتْبانَ بنِ مالكٍ - رضي الله عنه - عن النبيِّ – صلى الله عليه وسلم قال : " فإنَّ اللَّهَ قد حرّم على النّارِ مَنْ قال : لا إلهَ إلا اللَّهُ ؛ يبتغي بذلكَ وجْهَ اللَّهِ " . ( متفقٌ عليه ) . _ وعن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - أنّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم - قال له : " يا أبا هريرةَ - وأعطانِي نَعليهِ - قال : " اذهبْ بِنَعليَّ هاتَيْنِ فمن لقِيت من وراءِ هذا الحائطِ يشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللَّهُ , مُستَيقِناً بِها قلبُهُ , فبشِّرْهُ بالجنّةِ " . ( رواه مسلم ) . _ وعن عثمانَ - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ مات وهو يعلمُ أنّهُ لا إلهَ إلا اللَّهُ دخل الجنّةَ " . ( رواه مسلم ) . _ وعن عُبادةَ بنِ الصّامتِ - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ قال : أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له , وأنّ محمداً عبدُه ورسولُه , وأنّ عيسى عبدُ اللهِ وابنُ أمَتِهِ , وكلمتُه ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه , وأنّ الجنةَ حقٌّ , وأنّ النارَ حقٌّ أدخله الله من أيِّ أبوابِ الجنةِ الثمانية شاءَ [ وفي رواية : " أدخلهُ اللَّهُ الجنّةَ على ما كان من عملٍ ]" . ( رواه مسلم ) . _ وعن أبي هريرةَ قال : قال : رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أشهدُ أنْ لا إله إلا اللَّهُ , وأنّي رسولُ اللَّهِ , لا يلقى اللَّهَ بِهما عبدٌ , غيْرَ شاكٍّ , إلا دخل الجنةَ , [ وفي رواية : فيُحْجبَ عن الجنّةِ ] » .
* قال النّوَوِيُّ : وأما معنى الحديثِ وما أشْبهَهُ , فقد جمع فيه القاضي عِياضٌ - رحمه الله - كلاماً حسناً , جمع فيه نفائِسَ ، فأنا أنقلُ كلامَه مُختصراً , ثم أضُمُّ بعدَه إليه ما حضرني من زيادةٍ . قال القاضي عياض - رحمه الله - : اختلف الناسُ فيمن عصى اللهَ - تعالى - مِنْ أهلِ الشَّهادتينِ ؛ فقالت الْمُرجئةُ : لا تضُرُّه المعصيةُ معَ الإيِمانِ . وقالت الخوارجُ : تضرُّه ويكفرُ بِها . وقالت الْمُعتزلةُ : يَخْلُدُ في النارِ إذا كانت مَعصيتُه كبيرةً ، ولا يُوصَفُ بأنّه مُؤمنٌ ولا كافرٌ ، ولكنْ يُوصفُ بأنّه فاسقٌ . وقالت الأشعريةٌ : بل هو مؤمنٌ , وإنْ لم يُغفرْ له وعُذِّبْ , فلا بدّ من إخراجِه من النارِ وإدخالِه الجنةَ . قال : وهذا الحديثُ حُجّةٌ على الخوارجِ والْمُعتزلةِ . وأما الْمُرجِئةُ ؛ فإنِ احْتجّتْ بظاهرِه قلنا : مَحْملُه على أنّه غُفرَ له ، أو أُخْرِجَ من النار بالشفاعةِ ، ثم أُدْخلَ الجنةَ , فيكون معنى قولِه - صلى الله عليه وسلم - : " دخل الجنة " أي : دخلها بعد مُجازاتِه بالعذابِ . وهذا لا بدّ من تأويلِه ؛ لِما جاء في ظواهرَ كثيرةٍ من عذابِ بعضِ العُصاةِ , فلا بدّ من تأويلِ هذا ؛ لئلا تَتَناقضَ نصوصُ الشريعةِ . وفي قولِه - صلى الله عليه وسلم - : " وهو يعلم " إشارةٌ إلى الردِّ على من قال من غُلاةِ الْمُرجئةِ : إنّ مُظْهِرَ الشهادتين يدخلُ الجنةَ وإنْ لم يعتقدْ ذلك بقلبِه . وقد قيّدَ ذلك في حديثٍ آخرَ بقولِه - صلى الله عليه وسلم - : " غيرَ شاكٍّ فيهما " . وهذا يؤكدُ ما قلناه . قال القاضي : وقد يَحتجُّ به - أيضاً - مَنْ يرى أنّ مُجردّ معرفةِ القلبِ نافعةٌ دونَ النطقِ بالشهادتين ؛ لاقتصارِه على العلم . ومذهبُ أهلِ السنةِ أنّ المعرفةَ مرتبطةٌ بالشهادتين , لا تنفعُ إحداهُما ولا تُنجي من النارِ دونَ الأخرى , إلا لِمن لم يقدرْ على الشهادتين ؛ لآفةٍ بلسانه , أو لم تُمهِلْهُ الْمُدةُ ليَقولَها ، بل اخْترمتُه الْمَنِيّةُ . ولا حجةَ لِمُخالفِ الجماعةِ بِهذا اللفظِ ؛ إذ قد ورد مُفسَّراً في الحديثِ الآخرِ : " من قال لا إله إلا الله , ومن شهد أن لا إله الله وأني رسولُ الله " وقد جاء هذا الحديثُ وأمثالُه كثيرةٌ ؛ في ألفاظِها اختلافٌ ، ولِمَعانيها عند أهلِ التحقيقِ ائْتلافٌ ، فجاء هذا اللفظُ في هذا الحديثِ . وفي روايةِ مُعاذٍ عنه - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ كان آخرُ كلامِه لا إلهَ إلا اللهُ دخل الجنةَ " . وفي روايةٍ عنه - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ لقيَ اللهَ لا يشركُ به شيئاً دخلَ الجنةَ " وعنه صلى الله عليه وسلم : " ما مِنْ عَبْدٍ يشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأنّ محمداً رسولُ اللهِ , إلا حرّمهُ اللهُ على النارِ " ونَحوُه في حديثِ عُبادةَ بنِ الصامتِ وعِتْبانَ بنِ مالكٍ وزاد في حديث عُبادةَ : " على ما كان من عمل " . وفي حديثِ أبي هريرةَ : " لا يلقى اللهَ - تعالى - بِهما عبدٌ غيرَ شاكٍّ فيهما , إلا دخل الجنةَ , وإنْ زنَى وإنْ سرقَ " . وفي حديثِ أنس : " حرّمَ اللهُ على النارِ مَنْ قال : لا إلهَ إلا اللهُ ؛ يبتغي بذلك وجهَ اللهِ - تعالى - " . هذه الأحاديثُ كلُّها سَرَدَها مُسلمٌ - رحِمه اللهُ - في كتابِه ، فحُكِيَ عن جَماعةٍ من السلفِ - رحِمهم اللهُ - منهم ابنُ الْمُسَيِّبِ , أنّ هذا كان قبلَ نزول الفرائض والأمر والنهي . وقال بعضُهم : هي مُجملةٌ تَحتاجُ إلى شرح ، ومعناه : من قال الكلمةَ وأدّى حقَّها وفريضتَها . وهذا قولُ الحسنِ البصري . وقيل : إنّ ذلك لِمن قالَها عندَ الندمِ والتوبةِ , ومات على ذلك , وهذا قول البخاري . وهذه التأويلاتُ إنّما هي إذا حُمِلتِ الأحاديثُ على ظاهرِها . وأمّا إذا نزلت منازلَها فلا يُشْكِلُ تأويلُها على ما بيّنه الْمُحقِّقون . فنُقرِّرُ أوّلاً أنّ مذهبَ أهلِ السّنةِ بأجْمَعهِم , من السلفِ الصالِح وأهلِ الحديثِ والفقهاءِ والْمتكلمينَ على مذهبِهم من الأشعريين , أنّ أهلَ الذنوبِ في مشيئِةِ اللهِ - تعالى - وأنَ كلَّ مَنْ مات على الإيِمانِ وتَشَهّد مُخلصاً من قلبه بالشهادتين , فإنه يدخل الجنةَ . فإن كان تائباً أو سليماً مِنَ المعاصي دخل الجنةَ برحمة ربهِّ وحَرُمَ على النار بالْجُملةِ . فإنْ حَمَلنا اللفظين الواردين على هذا فيمن هذه صفتُه كان بَيِّناً .وهذا معنى تأويلَيِ الحسنِ والبخاريِّ . وإنْ كان هذا من الْمُخَلِّطينَ بتضييع ما أوجب اللهُ - تعالى - عليه ، أو بفعلِ ما حرّم عليه , فهو في المشيئةِ ؛ لا يُقطعُ في أمرِه بتحريِمِه على النار , ولا باستحقاقِه الجنةَ لأوّلِ وَهْلةٍ ؛ بل يُقطعُ بأنه لا بُدَّ من دخولِه الجنةَ آخراً , وحالُه قبل ذلك في خطرِ المشيئةِ ؛ إنْ شاء اللهُ - تعالى - عذّبه بذنبِه ، وإن شاء عفا عنه بفضلِه . ويُمكنُ أنْ تَستقِلَّ الأحاديثُ بنفسِها , ويُجمعَ بينها , فيكون المرادُ باستحقاقِ الجنةِ ما قدّمناه من إجماعِ أهلِ السنةِ , أنّه لا بدَّ من دخولِها لكلِّ مُوحِّدٍ ؛ إمّا مُعَجّلاً مُعافى ، وإمّا مُؤخراً . والمرادُ بتحريمِ النارِ تحريمُ الخلودِ ، خلافاً للخوارجِ والمعتزلةِ في المسألتين . ويجوزُ في حديثِ : " مَنْ كان آخرُ كلامِه لا إلهَ إلا اللهُ دخل الجنةَ " أنْ يكونَ خُصوصاً لمن كان هذا آخرَ نُطقِه وخاتِمةَ لفظِه ، وإن كان قبلُ مُخَلِّطاُ , فيكونُ سبباً لرحمةِ اللهِ - تعالى - إيّاهُ , ونجاتِه رأساً من النارِ ، وتحريِمِه عليها , بخلافِ مَنْ لم يكنْ ذلك آخرَ كلامِه من الْمُوحِّدينَ الْمُخَلِّطين . وكذلك ما وردَ في حديثِ عُبادةَ مِن مثلِ هذا , ودُخولِه مِنْ أيِّ أبوابِ الجنةِ شاءَ , يكونُ خصوصاً لمن قال ما ذكرَه النبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وقَرَن بالشهادتين حقيقةَ الإيِمانِ والتوحيدِ الذي ورد في حديثِه , فيكونُ له من الأجرِ ما يَرْجَحُ على سيئاتِه ، ويُوجبُ له المغفرةَ والرحمةَ ودخولَ الجنةِ لأوّلِ وَهْلةٍ , إنْ شاء اللهُ تعالى . والله أعلم . هذا آخرُ كلامِ القاضي عِياضٌ - رحمه الله - وهو في نِهايةِ الْحُسنِ . وأمّا ما حكاهُ عن ابنِ الْمُسَيِّبِ وغيرِه , فضعيفٌ باطلٌ ؛ وذلك لأنّ راوي أحدِ هذه الأحاديثِ أبو هريرةَ - رضي الله عنه - وهو مُتأخِّرُ الإسلام , أسلم عامَ خيبرَ سنةَ سبعٍ بالاتفاق ، وكانت أحكامُ الشريعةِ مُستقرةً , وأكثرُ هذه الواجباتِ كانت فروضُها مُستقرةً ، وكانت الصلاةُ والصيامُ والزكاةُ , وغيرُها من الأحكام , قد تقرّر فرضُها ، وكذا الحجُّ على قولِ مَنْ قال : فُرِضَ سنةَ خمسٍ أو ستٍّ ، وهما أرجحُ مِن قولِ مَن قال : سنةَ تِسعٍ , والله أعلم . وذكر الشيخُ أبو عمرِو بنِ الصّلاحِ - رحمه الله تعالى - تأويلاً آخرَ في الظواهرِ الواردةِ بدخولِ الجنةِ بِمُجرّدِ الشهادةِ , فقال : يجوزُ أنْ يكونَ ذلك اقتصاراً من بعضِ الرواةِ , نشأ من تقصيرِه في الحفظِ والضبطِ , لا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بدلالةِ مجيئِهِ تامّاً في روايةِ غيرِه . وقد تقدّمَ نحوُ هذا التأويلِ , قال : ويجوزُ أنْ يكونَ اختصاراً من رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فيما خاطب به الكفارَ عَبَدةَ الأوثانِ الذين كان توحيدُهم للهِ - تعالى - مصحوباً بسائرِ ما يتوقفُ عليه الإسلامُ ومستلزماً له , والكافرُ إذا كان لا يُقرُّ بالوَحدانيةِ كالوثنِيِّ والثَّنَوِيِّ , فقال : لا إله إلا الله ، وحالُه الحالُ التي حكيناها ، حُكِمَ بإسلامه . ولا نقولُ , والحالةُ هذه , ما قاله بعضُ أصحابِنا ؛ مِن أنّ مَنْ قال : لا إله إلا الله , يُحكَمُ بإسلامِه ثم يُجبرُ على قَبولِ سائرِ الأحكامِ ؛ فإنّ حاصِلَه راجعٌ إلى أنه يُجبرُ حينئذٍ على إتْمامِ الإسلامِ ، ويُجعلُ حُكمُه حُكْمَ الْمُرتدِّ إنْ لم يَفعلْ , مِنْ غيرِ أنْ يُحكمَ بإسلامِه بذلك في نفسِ الأمر ، وفي أحكام الآخرة . ومَنْ وصفناه مسلمٌ في نفسِ الأمرِ وفي أحكامِ الآخرةِ . والله أعلم . | |
|
أسير فلسطين وجريح العراق Admin
عدد المساهمات : 105 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 الموقع : خالد خيرالدين
| موضوع: رد: أحاديثُ دُخولِِ الجنةِ بقول : " لا إله إلا الله " وشرحُ النووي لها الثلاثاء أبريل 27, 2010 5:51 am | |
| | |
|