الأقصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذه الرسالة تفيد انك غير مسجل لدينا

لتسجيل الدخول ادخل البيانات من فضلك
الأقصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذه الرسالة تفيد انك غير مسجل لدينا

لتسجيل الدخول ادخل البيانات من فضلك
الأقصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأقصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى، الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ، لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فيض القدير شرح الجامع الصغيرـــــالإمام عبد الرؤوف المناوي ـــــ حرف الضاد-تتمة*

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الغامديــة




عدد المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 25/03/2010

فيض القدير شرح الجامع الصغيرـــــالإمام عبد الرؤوف المناوي ـــــ حرف الضاد-تتمة* Empty
مُساهمةموضوع: فيض القدير شرح الجامع الصغيرـــــالإمام عبد الرؤوف المناوي ـــــ حرف الضاد-تتمة*   فيض القدير شرح الجامع الصغيرـــــالإمام عبد الرؤوف المناوي ـــــ حرف الضاد-تتمة* Emptyالإثنين مايو 10, 2010 3:20 am

تنبيه‏:‏ قال بعض العارفين‏:‏ انقسام أثر الحكمة إلى الخير والشر والصحة والسقم حجاب من حجب اللّه تعالى كما أن انقسام قوامها إلى العلم والجهل والنور والظلمة غاية مدد حجبه‏.‏

- ‏(‏الخرائطي في‏)‏ كتاب ‏(‏مكارم الأخلاق وابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن أسماء بنت أبي بكر‏)‏ الصديق قال المصنف‏:‏ كان بها خراج فشكته إليه فذكره‏.‏

5225 - ‏(‏ضعي يدك اليمنى على فؤادك‏)‏ في رواية فامسحيه ‏(‏وقولي‏)‏ حال مسحه ‏(‏بسم اللّه اللهم داوني بدوائك واشفني بشفائك وأغنني بفضلك عمن سواك واحذر‏)‏ ضبطها بذال معجمة بخط الشارح وليس بصواب فقد وقفت على خط المصنف في مسودّته فوجدته أحدر بدال مهملة ‏(‏عني آذاك‏)‏ قاله لغيري بفتح الراء فعلى من الغيرة وهي الحمية والأنفة‏.‏

- ‏(‏طب عن ميمونة بنت أبي عسيب‏)‏ وقيل‏:‏ بنت أبي عنبسة قالت‏:‏ قالت امرأة يا عائشة أغيثيني بدعوة من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تسكنني بها فذكرته‏.‏ قال المصنف‏:‏ كانت غيرا‏.‏

5226 - ‏(‏ضَمَّنَ ‏[‏‏"‏ضَمّنَ‏"‏، بتشديد الميم‏:‏ جعلهم ضامنين‏.‏ دار الحديث‏]‏اللّهُ خلقَهُ أربعاً‏:‏ الصلاة والزكاة وصوم رمضان والغسل من الجنابة‏.‏ وهن السرائر التي قال اللّه تعالى ‏{‏يوم تبلى السرائر‏}‏‏)‏ وذلك أن اللّه لما علم من عبده الملل وتوالي التواني والكسل لوّن له الطاعات ليدوم له بها تعمير الأوقات فجعلها أبواباً مشتملة على أجناس شتى‏.‏

- ‏(‏هب عن أبي الدرداء‏)‏ ورواه عنه أيضاً ابن لال والديلمي‏.‏

*2* فصل في المحلى بأل من هذا الحرف‏.‏ ‏[‏أي حرف الضاد‏]‏ـ

5227 -‏(‏الضالة واللقطة‏)‏ ‏[‏ هي ما ضل من البهيمة للذكر والأنثى وفي العلقمي هي الضائعة من كل ما يقتنى من الحيوان وغيره والمراد بها في الحديث الإبل والبقر مما يحمي نفسه ويقدر على طلب الإبعاد في المرعى والماء بخلاف الغنم‏.‏‏]‏ أي الملقوطة ‏(‏تجدها‏)‏ أي التي تجدها ‏(‏فانشدها‏)‏ ‏[‏ ‏"‏فنشدها‏"‏‏:‏ أي ابحث عن صاحبها‏.‏‏]‏ وجوباً ‏(‏ولا تكتم ولا تُغَيِّبْ‏)‏ أي تسترها عن ‏[‏ص 258‏]‏ العيون ‏(‏فإن وجدت ربها‏)‏ أي مالكها ‏(‏فأدها‏)‏ إليه ‏[‏ مع زوائدها المتصلة والمنفصلة قبل أن تتملكها أو بعد تملكها فأدّها إليه دون زوائدها المنفصلة الحادثة بعد تملكها فإن تلفت بعد تملكها وجب رد بدلها‏.‏‏]‏

‏(‏وإلا‏)‏ بأن لم تجده ‏(‏فإنما هو مال اللّه يؤتيه لمن يشاء‏)‏ فإن شئت فاحفظها وإن شئت فتملكها بعد التعريف المعتبر ‏[‏لذلك شروط ومدة تراجع في كتب الفقه‏.‏ دار الحديث‏]‏

- ‏(‏طب عن الجارود‏)‏ صحابي جليل اسمه بشر وفي اسم أبيه خلف‏.‏

5228 - ‏(‏الضب‏)‏ حيوان بري يشبه الورل ‏[‏ محركة دابة كالضب أو العظيم من أشكال الوزغ طويل الذنب صغير الرأس لحمه حار جداً يسمن بقوة وزبله يجلو الوضح وشحمه يعظم الذكر ويبول في كل أربعين يوماً قطرة ولا يسقط له سن ويقال بل أسنانه قطعة واحدة وأكل لحمه يذهب العطش‏.‏‏]‏

قيل‏:‏ يعيش سبع مئة سنة ولا يشرب ‏(‏لست آكله‏)‏ لكوني أعافه وليس كل حلال تطيب النفس له ‏(‏ولا أحرمه‏)‏ مضارعان وفي رواية بجعلهما اسمين قال ابن الأثير‏:‏ وهي أولى لأن الاسمية في هذا المقام أرفع من الفعلية لأنه مع الاسمية يفيد أنه غير متصف بأكله وأن غيره هو الذي يأكله ولأنه مع الاسمية يعمم الأزمنة ومع الفعلية يختص بالاستقبال ومذهب الأئمة الثلاثة حلّ أكله وكرهه الحنفية قال النووي‏:‏ أجمع المسلمون على أنه حلال غير مكروه إلا ما حكى عن الحنفية من كراهته وإلا ما حكاه عياض عن قوم من تحريمه ولا أظنه يصح عن أحد فإن صح فمحجوج بالنص وإجماع من قبله‏.‏

- ‏(‏حم ق‏)‏ في الذبائح ‏(‏ت‏)‏ في الأطعمة ‏(‏ن ه‏)‏ في الصيد ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب‏.‏

5229 - ‏(‏الضبع‏)‏ بضم الباء وسكونها ‏(‏صيد وفيه‏)‏ لفظ رواية الدارقطني وفيها ‏(‏كبش‏)‏ إذا صاده المحرم ويحل أكله عند الشافعية لا الحنفية وكرهه مالك قال ابن العربي‏:‏ وعجباً لمن يحرم الثعلب وهي تفترس الدجاج ويبيح الضبع وهو يفترس الآدمي ويأكله اهـ‏.‏ ومع كونه لا يؤكل عند الحنفية يضمنه المحرم بالجزاء عندهم‏.‏

- ‏(‏قط هق عن ابن عباس‏)‏ وتعقبه الغرياني في مختصر الدارقطني بأن فيه يحيى بن المتوكل ضعفوه، ظاهر كلامه أنه لم يره مخرجاً لأحد من الستة وهو عجب فقد خرجه الأربعة جميعاً‏:‏ أبو داود والترمذي في الأطعمة والنسائي وابن ماجه في الحج كلهم عن جابر قال‏:‏ سألت النبي صلى اللّه عليه وسلم عن الضبع فقال‏:‏ هو صيد ويجعل فيه كبش إذا صاده المحرم حسنه الترمذي‏.‏

5230 - ‏(‏الضبع صيد فكلها وفيها كبش مسن إذا أصابها المحرم‏)‏ فيه حلّ أكل الضبع ولا يناقضه خبر الترمذي وابن ماجه أنه سئل‏:‏ أتؤكل الضبع فقال‏:‏ أو يأكل الضبع أحد لأنه منقطع وفي روائه من لا يحتج به لضعفه كما بينه أحمد فلا يقاوم هذا الصحيح‏.‏

- ‏(‏هق عن جابر‏)‏ ورواه عنه الشافعي والترمذي وابن ماجه وصححه البغوي وغيره‏.‏

5231 - ‏(‏الضحك في المسجد ظلمة في القبر‏)‏ فإنه يميت القلب وينسي ذكر الموت ومن ذلك تنشأ الظلمات ولا ينكشف ذلك لإنسان ويستبين غاية البيان إلا في أول منازل الآخرة والناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا لكن المخاطب بذلك إنما هو أمثالنا من أهل اللهو واللعب أما أهل اللّه فضحكهم ينور القلب قال ابن عربي‏:‏ خدمت فاطمة بنت المثنى القرطبي وقد بلغت من العمر نحو مئة فكانت تفرح وتضحك وتضرب بالدف وتقول عجبت لمن يقول أنه يحب اللّه ولا ‏[‏ص 259‏]‏ يفرح به وهو مشهوده عينه إليه ناظرة في كل عين لا يغيب عنه طرفة عين فهؤلاء البكاءون كيف يدعون محبته ويبكون أما يستحيون إذا كان قربه مضاعفاً من قرب المتقربين إليه والمحب أعظم الناس قرباً إليه فهو مشهوده فعلى من يبكي إن هذه لأعجوبة‏.‏

- ‏(‏فر عن أنس‏)‏ ورواه عنه أيضاً الميداني والجرجاني‏.‏

5232 - ‏(‏الضحك ضحكان ضحك يحبه اللّه وضحك يمقته اللّه، فأما الضحك الذي يحبه اللّه فالرجل يكشر‏)‏ أي يكشف عن سنه ويبتسم ‏(‏في وجه أخيه‏)‏ في الإسلام حتى تبدو أسنانه بفعل ذلك ‏(‏حداثة عهد به وشوقاً إلى رؤيته وأما الضحك الذي يمقت اللّه تعالى عليه فالرجل يتكلم بالكلمة الجفاء والباطل‏)‏ عطف تفسير ‏(‏ليضحك أو يضحك‏)‏ بمثناة تحتية فيهما تفتح في الأول وتضم في الثاني بضبط المصنف ‏(‏يهوي‏)‏ أي يسقط ‏(‏بها في جهنم سبعين خريفاً‏)‏ أي سنة سميت باسم الجزء إذ الخريف أحد فصول السنة وفيه تجنى الثمار وهذا القسم من الضحك مذموم منهي عنه والقسم الأول مندوب وهو لغيرهما مباح ما لم يكثر منه وإلا كسره قال النووي‏:‏ قال العلماء يكره إكثار الضحك وهو في أهل الرتب والعلم أقبح ومن آفات كثرته موت القلب أي قسوته وظلمته‏.‏

- ‏(‏هناد عن الحسن مرسلاً‏)‏ هو البصري‏.‏

5233 - ‏(‏الضحك ينقض الصلاة‏)‏ ‏[‏ قال في الفتح‏:‏ قال أهل اللغة التبسم مبادئ الضحك والضحك انبساط الوجه حتى تظهر الأسنان من السرور فإن كان بصوت وكان بحيث يسمع من بعد فهو القهقهة وإلا فالضحك وإن كان بلا صوت فهو التبسم وتسمى الأسنان في مقدم الفم الضواحك وهي الثنايا والأنياب وما يليها وتسمى النواجذ‏.‏‏]‏

إن ظهر به حرفان أو حرف مفهم عند الشافعية ‏(‏ولا ينقض الوضوء‏)‏ وإن كان بقهقهة كما اقتضاه الإطلاق وعليه الشافعي وأحمد وقال أبو حنيفة‏:‏ إن قهقه انتقض‏.‏

- ‏(‏قط‏)‏ من حديث أبي شيبة عن يزيد بن أبي خالد عن أبي سفيان ‏(‏عن جابر‏)‏ قال‏:‏ سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم عن الرجل يضحك في الصلاة فذكره ثم تعقبه مخرجه البيهقي بقوله خالفه إسحاق بن بهلول عن أبيه في لفظه فقال‏:‏ الكلام ينقض الصلاة ولا ينقض الوضوء وعن عطاء عن جابر قال‏:‏ كان لا يرى على الذي يضحك في الصلاة وضوءاً قال‏:‏ والصحيح وقفه على جابر اهـ‏.‏ هذا من أحاديث الأحكام وضعفه شديد فسكوت المصنف عليه غير سديد قال الحافظ الذهبي في التنقيح‏:‏ أبو شيبة واه ويزيد ضعيف اهـ وقال الحافظ ابن حجر عن النيسابوري‏:‏ حديث منكر وخطأ الدارقطني رفعه ونقل ابن عدي وابن الجوزي عن أحمد أنه ليس في الضحك حديث صحيح وقال الذهبي‏:‏ لم يثبت عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في الضحك خبر وقد استوفى البيهقي الكلام عليه في الخلافيات وجمع فيه الخليلي جزءاً مفرداً‏.‏

5234 - ‏(‏الضرار‏)‏ أي المضاررة ‏(‏في الوصية من الكبائر‏)‏ في الفردوس‏:‏ الضرار إدخال الضرر على الشيء والنقص فيه ومعناه أن الموصي إذا أوصى بأكثر من ثلث ماله فقد ضار الورثة ونقص حقهم ‏[‏ أو قصد حرمان الورثة دون التقرب إلى اللّه أو أقر بدين لا أصل له واستدل به من قال بحرمة الوصية بما زاد على الثلث‏.‏‏]‏

ويجوز أن يكون ضار نفسه بتجاوز الحد المندوب إليه ومخالفته قول الشارع‏.‏

- ‏(‏ابن جرير‏)‏ الإمام المجتهد ‏(‏وابن أبي حاتم‏)‏ عبد الرحمن الحافظ ‏(‏في التفسير‏)‏ ‏[‏ص 260‏]‏ للقرآن ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ ورواه عنه أيضاً الطبراني والديلمي‏.‏

5235 - ‏(‏الضمة في القبر كفارة لكل مؤمن لكل ذنب بقي عليه لم يغفر له‏)‏ ظاهره يشمل حتى الكبائر وليس في القبر عذاب إلا الضمة وهذا يعارض خبر أكثر عذاب القبر من البول وعامة عذاب القبر من البول وقد يقال ‏(‏الرافعي في تاريخه‏)‏ إمام الدين القزويني ‏(‏عن معاذ‏)‏ بن جبل‏.‏

5236 - ‏(‏الضيافة ثلاثة أيام‏)‏ يعني إذا نزل به ضيف فحقه أن يضيفه ثلاثة أيام بلياليها يتحفه في الأول ويقدم له في الأخيرين ما حضر ‏(‏فما كان وراء ذلك‏)‏ أي فإذا مضت الثلاثة فقد قضى حقه فإن زاد عليها فما يقدمه له ‏(‏فهو صدقة‏)‏ عليه لا يقال قضية جعله ما زاد على الثلاثة صدقة أن ما قبلها واجب لأنا نقول إنما سماه صدقة للتنفير عنه إذ كثير من الناس سيما الأغنياء يأنفون من أكل الصدقة‏.‏

- ‏(‏خ عن أبي شريح حم د عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

5237 - ‏(‏الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة‏)‏ فيه عموم يشمل الغني والفقير والمسلم والكافر والبر والفاجر وأما خبر لا يأكل طعامك إلا تقي فالمراد غير الضيافة مما هو أعلى في الإكرام من مؤاكلتك معه وإتحافك إياه بالظرف واللطف وإذا كان الكافر يرعى حق جواره فالمسلم الفاسق أولى بالرعاية‏.‏

- ‏(‏حم ع عن أبي سعيد‏)‏ الخدري ‏(‏البزار‏)‏ في مسنده ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب ‏(‏طس عن ابن عباس‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه رشد بن كريب وهو ضعيف وظاهر صنيع المصنف أن ذا لا يوجد مخرجاً في أحد الصحيحين وهو ذهول فقد ذكره الحافظ العراقي باللفظ المذكور وقال‏:‏ إنه متفق عليه من حديث أبي شريح الخزاعي‏.‏

5238 - ‏(‏الضيافة ثلاثة أيام‏)‏ بما حضر من الطعام وجرت به عادة بغير كلفة ولا إضرار بممونه إلا إن رضوا وهم بالغون عاقلون ‏(‏فما زاد‏)‏ عليها ‏(‏فهو صدقة‏)‏ إن شاء فعل وإن شاء ترك ‏(‏وكل معروف صدقة‏)‏ أي يثاب عليه ثواب الصدقة أما لو لم يجد فاضلاً عن ممونه فلا ضيافة عليه بل ليس له ذلك وأما خبر الأنصاري المشهور الذي أثنى اللّه ورسوله عليه وعلى امرأته بإيثارهما الضيف على أنفسهما وصبيانهما حيث نوّمتهم أمهم بأمره حتى أكل الضيف فأجيب عما اقتضاه ظاهره من تقديمها ما يحتاجه الصبيان بأن الضيافة لتأكدها والاختلاف في وجوبها مقدمة وبأن الصبيان لم تشتد حاجتهم للأكل وإنما خافا أن الطعام لو قدم للضيف وهم مستيقظون لم يصبروا على الأكل منه وإن لم يكونوا جياعاً‏.‏

- ‏(‏البزار‏)‏ في مسنده ‏(‏عن ابن مسعود‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رجاله ثقات‏.‏

5239 - ‏(‏الضيافة ثلاث ليال حق لازم‏)‏ أي الواجب ‏(‏فما سوى ذلك فهو صدقة‏)‏ قال الزمخشري‏:‏ معناه أنه يحتفل له في اليوم الأول ويقدم له ما حضر في الثاني والثالث وهو فيما وراء ذلك متبرع إن فعل فحسن وإلا فلا بأس اهـ‏.‏ وأخذ بظاهره ‏[‏ص 261‏]‏ أحمد فأوجبها وحمله الجمهور على أن ذلك كان في صدر الإسلام ثم نسخ أو أن الكلام في أهل الذمة المشروط عليهم ضيافة المارة أو في المضطرين أو مخصوص بالعمال المبعوثين لقبض الزكاة من جهة الإمام فكان على المبعوث إليهم إنزالهم في مقابلة عملهم‏.‏ قال الخطابي‏:‏ وهذا كان في ذلك الزمن حيث لم يكن بيت مال فأما الآن فأرزاق العمال من بيت المال‏.‏

- ‏(‏الباوردي‏[‏ بفتح الموحدة وسكون الراء ودال مهملة نسبة إلى أبيور بلد بناحية خراسان وهو أبو محمد عبد اللّه بن محمد‏.‏‏]‏

وابن قانع طب والضياء عن الثلب‏)‏ بفتح المثلثة وسكون اللام ‏(‏بن ثعلبة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه من لم أعرفه وقال المنذري‏:‏ في إسناده نظر‏.‏

5240 - ‏(‏الضيافة ثلاثة أيام‏)‏ أي غير الأول وقيل به ‏(‏فما زاد فهو صدقة وعلى الضيف أن يتحول بعد ثلاثة أيام‏)‏ لئلا يضيق عليه بإقامته فتكون الصدقة على وجه المن والأذى قال في المطامح‏:‏ جعله ذلك حقاً واجباً معروفاً ومنع من إطالة المقام عنده حتى لا يحرجه إلا أن يكون عن طيب قلب وتراض‏.‏

- ‏(‏ابن أبي الدنيا‏)‏ أبو بكر القرشي ‏(‏في‏)‏ كتاب قرى الضيف عن أبي هريرة‏.‏

5241 - ‏(‏الضيافة ثلاثة أيام فما كان فوق ذلك فهو معروف‏)‏ فيه وفيما قبله أن الضيافة ثلاث مراتب حق واجب أي لا بد منه في اتباع السنة، وتمام مستحب دون ذلك وصدقة كسائر الصدقات فالحق يوم وليلة والمستحب ثلاثة أيام‏.‏

- ‏(‏طب عن طارق بن أشيم‏)‏ الأشجعي والد أبي مالك سعد، يعد في الكوفيين، قال الهيثمي‏:‏ فيه من أعرفهم ورواه البزار عن ابن مسعود بلفظ الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة وكل معروف صدقة قال المنذري‏:‏ رواته ثقات‏.‏

5242 - ‏(‏الضيافة على أهل الوبر‏)‏ سكان الخيام والبوادي لأن بيوتهم يتخذونها من وبر الإبل ‏(‏وليست على أهل المدر‏)‏ سكان القرى والمدر جمع مدرة وهي اللبنة وبه أخذ مالك لتعذر ما يحتاجه المسافر في البادية وتيسر الضيافة على أهلها بخلاف أهل القرى والمدن لتعدد مواضع النزول وبيع الأطعمة ومذهب الشافعي أن المخاطب بها أهل البادية والحضر على السواء‏.‏

- ‏(‏القضاعي‏)‏ في مسند الشهاب ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ ابن الخطاب قال عبد الحق‏:‏ فيه إبراهيم بن عبيد اللّه بن أخي عبد الرزاق حدث بالمناكير اهـ‏.‏ وفي الميزان‏:‏ قال الدارقطني‏:‏ كذاب ومن مصائبه أحاديث هذا منها ثم قال‏:‏ ففيه أشياء من وضع هذا المدبر وقال ابن حبان‏:‏ يروي عن عبد الرزاق مقلوبات كثيرة لا يجوز الاحتجاج بها ومن ثم قال القاضي حسين‏:‏ إنه موضوع فمن شنع عليه فكأنه لم يقف على ما رأيت‏.‏

5243 - ‏(‏الضيف‏)‏ قال القاضي‏:‏ سمي ضيفاً لأنه مائل إلى ما نزل عليه والضيف الميل يقال ضاف السهم عن الهدف إذا مال عنه ‏(‏يأتي برزقه معه‏)‏ بمعنى حصول البركة عن المضيف ‏(‏ويرتحل بذنوب القوم‏)‏ الذين أضافوه ‏(‏يمحص عنهم ذنوبهم‏)‏ أي بسببه يمحص اللّه عنهم ذنوبهم قد تضمن هذا أو السبعة قبله الحث على الضيافة وتأكد شأنها وبيان عظيم مكانها من الإسلام لما فيها من عظيم الفوائد كالألفة والاجتماع وعدم التفرق والانقطاع إذ الناس إذا أكرم بعضهم بعضاً ائتلفت قلوبهم واتفقت كلمتهم وقويت شوكة الدين واندحضت جهالات الكفار والملحدين وغالب الناس إما ضيف ‏[‏ص 262‏]‏ أو مضيف فإذا أكرم بعضهم بعضاً حصل الصلاح والائتلاف وإذا أهان بعضهم بعضاً وجد الافتتان والخلاف‏.‏

- ‏(‏أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏‏)‏ ابن حبان ‏(‏عن أبي الدرداء‏)‏ قال السخاوي‏:‏ سنده ضعيف وله شاهد‏.‏

*2* حرف الطاء‏.‏

5244 - ‏(‏طائر كل إنسان‏)‏ أي عمله يعني كتاب عمله يحمله ‏(‏في عنقه‏)‏ فسمي عمل الإنسان الذي يعاقب عليه طائراً وخص العنق لأن اللزوم فيه أشد قال في الفردوس‏:‏ طائر الإنسان ما كتبه اللّه من خير وشر فهو حظه الذي يلزم عنقه لا يفارقه من قولك طيرت المال بين القوم فطار لفلان كذا أي قرر له فصار له‏.‏

- ‏(‏ابن جرير‏)‏ الإمام المجتهد ‏(‏عن جابر‏)‏ ورواه أحمد والديلمي وفيه ابن لهيعة‏.‏

5245 - ‏(‏طاعة اللّه طاعة الوالد‏)‏ أي والوالدة وكأنه اكتفى به عنها من باب ‏{‏سرابيل تقيكم الحرَّ‏}‏ ‏(‏ومعصية اللّه معصية الوالد‏)‏ والوالدة والكلام في أصل لم يكن في رضاه أو سخطه ما يخالف الشرع وإلا فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولو أمر بطلاق زوجته قال جمع‏:‏ امتثل لخبر الترمذي عن ابن عمر قال‏:‏ كان تحتي امرأة أحبها وكان أبي يكرهها فأمرني بطلاقها فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال‏:‏ طلقها قال ابن العربي في شرحه‏:‏ صح وثبت وأول من أمر ابنه بطلاق امرأته الخليل وكفى به أسوة وقدوة ومن بر الابن بأبيه أن يكره من كرهه وإن كان له محباً بيد أن ذلك إذا كان الأب من أهل الدين والصلاح يحب في اللّه ويبغض فيه ولم يكن ذا هوى قال‏:‏ فإن لم يكن كذلك استحب له فراقها لإرضائه ولم يجب عليه كما يجب في الحالة الأولى فإن طاعة الأب في الحق من طاعة اللّه وبرَّه من برِّه‏.‏

- ‏(‏طس عن أبي هريرة‏)‏ رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي‏:‏ رواه عنه شيخه أحمد بن إبراهيم بن هبة اللّه بن كيسان وهو لين عن إسماعيل بن عمرو البجيلي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو حاتم وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

5246 - ‏(‏طاعة الإمام‏)‏ الأعظم ‏(‏حق على المرء المسلم‏)‏ وإن جار ‏(‏ما لم يأمر بمعصية اللّه فإذا أمر بمعصية اللّه فلا طاعة له‏)‏ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وخص المسلم لأنه الأحق بالتزام هذا الحق وإلا فكل ملتزم للأحكام كذلك، وفيه أن الإمام إذا أمر بمندوب يجب طاعته فيه فيصير المندوب واجباً كما إذا أمرهم بثلاثة أيام في الاستسقاء فإنه يلزمهم الصوم ظاهراً وباطناً بل ذكر بعض الشافعية أنه إذا أمر بصدقة أو عتق يجب‏.‏

- ‏(‏هب عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

5247 - ‏(‏طاعة النساء‏)‏ في كل ما هو من وظائف الرجال كالأمور المهمة ‏(‏ندامة‏)‏ أي غم لازم لما يترتب عليها من سوء الآثار وقيل‏:‏ من أطاع عرسه لم يرفع نفسه وقال الحكماء‏:‏ من أراد أن يقوى على طلب الحكمة فليكف عن تمليك النساء نفسه لا ضرر أضر من الجهل ولا شر أشرّ من النساء قال إمام الحرمين‏:‏ لا نعلم امرأة أشارت برأي فأصابت إلا أم سلمة في صلح الحديبية انتهى‏.‏ واستدرك عليه ابنة شعيب في أمر موسى فالحديث غالبي‏.‏

- ‏(‏عق‏)‏ عن المطلب بن شعيب عن عبد اللّه بن صالح عن عمرو بن هاشم عن محمد بن سليمان بن أبي كريمة هن هشام عن عروة عن عائشة ‏[‏ص 263‏]‏ ثم قال مخرجه العقيلي‏:‏ محمد بن سليمان حدث عن هشام ببواطيل لا أصل لها منها هذا الخبر وقال ابن عدي‏:‏ ما حدث بهذا الحديث عن هشام إلا ضعيف انتهى‏.‏ ومن ثم قال ابن الجوزي‏:‏ موضوع ‏(‏والقضاعي‏)‏ في مسند الشهاب ‏(‏وابن عساكر‏)‏ في تاريخه وكذا ابن لال والديلمي كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه ‏(‏عن عائشة‏)‏ وفي الميزان‏:‏ فيه محمد بن سليمان ضعفه أبو حاتم‏.‏

5248 - ‏(‏طاعة المرأة ندامة‏)‏ لنقصان عقلها ودينها والناقص لا ينبغي طاعته إلا فيما أمنت عائلته وهان أمره فإن أكثر ما يفسد الملك والدول طاعة النساء‏.‏ ولهذا قال عمر فيما رواه العسكري‏:‏ خالفوا النساء فإن في خلافهنِّ البركة ‏[‏وقول عمر رضي الله عنه هو في كل ما هو من وظائف الرجال كالأمور المهمة، كما مر في شرح الحديث 5247‏.‏ ولا يؤخذ منه مخالفتهن على إطلاقها فذلك خلاف العقل والحكمة، وإنما يفهم منه عدم التحرز من مخالفتهن إذا رأى الرجل خطأهن، فإن في مخالفتهن حينئذ البركة‏.‏ ومردّ ذلك شدة ضعف الرجال من قبيل النساء، وسهولة ذهاب لب العاقل بسببهن، فنبهوا في هذا الحديث وأمثاله إلى ذلك الضعف، كما نبهوا مثلا في القرآن وفي أحاديث أخرى إلى فتنة المال والبنين‏.‏

أما موافقتهن في أمور الخير، ومشاورة المرأة الصالحة، فلا ندامة في أمثالها‏.‏ دار الحديث‏]‏

وأما ما اشتهر على الألسنة من خبر شاوروهنَّ وخالفوهنَّ فلا أصل له‏.‏

- ‏(‏عد‏)‏ من حديث عثمان بن عبد الرحمن الطوائفي عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن أم سعيد ابنة زيد بن ثابت ‏(‏عن زيد بن ثابت‏)‏ قال ابن عدي‏:‏ وعثمان وعنبسة ليسا بشيء وعثمان لا يحتج به وتعقبه المؤلف بأن له شاهداً وهو ما أخرجه العسكري في الأمثال عن عمر قال‏:‏ خالفوا النساء فإن في خلافهن البركة‏.‏

5249 - ‏(‏طالب العلم تبسط له الملائكة‏)‏ أي الكرام الكاتبين أو أعم ‏(‏أجنحتها رضاً بما يطلب‏)‏ يعني إنما تنظر إليه بعين البهاء والجلال فتستشعر في أنفسها تعظيمه وتوقيره وجعل وضع الجناح مثلاً لذلك يعني أنها تفعل له نحو مما يفعل مع الأنبياء ولأن العلماء ورثنهم ذكره الحليمي‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن أنس‏)‏ ورواه الطيالسي والبزار والديلمي‏.‏

5250 - ‏(‏طالب العلم بين الجهال كالحيّ بين الأموات‏)‏ أي هو بمنزلته بينهم فإنهم لا يفهمون ولا يعقلون كالأموات ‏{‏إن هم إلا كالأنعام‏}‏‏.‏

- ‏(‏العسكري‏)‏ علي بن سعيد ‏(‏في الصحابة وأبو موسى في الذيل‏)‏ كلاهما من طريق أبي عاصم الحبيطي ‏(‏عن حسان بن أبي سنان‏)‏ بمهملة ثم نون مخففة ‏(‏مرسلاً‏)‏ وهو البصري أحد زهاد التابعين مشهور ذكره ابن حبان في الثقات وقال‏:‏ يروي الحكايات ولا أعرف له حديثاً مسنداً‏.‏ قال في الإصابة‏:‏ قلت أدركه جعفر بن سليمان الضبعي وهو من صغار أتباع التابعين‏.‏

5251 - ‏(‏طالب العلم أفضل عند اللّه من المجاهد في سبيل اللّه‏)‏ لأن المجاهد يقاتل قوماً مخصوصين في قطر مخصوص، والعالم حجة اللّه على المنازع والمعارض في سائر الأقطار، وبيده سلاح العالم، يقاتل به كل معارض ويدفع به كل محارب، وذلك هو الجهاد الأكبر؛ وعدة العلم تغني عن محاربة المنازع، وسلاح العلم يخمد المحارب ويكبت المعاند ‏[‏ولأن السلاح وسيلة إلى قمع العدو لا غير، أما العلم فوسيلة إلى إقناعه ونفعه‏.‏ دار الحديث‏]‏

- ‏(‏فر عن أنس‏)‏ بن مالك‏.‏

5252 - ‏(‏طالب العلم للّه‏)‏ عز وجل هكذا هو في رواية الديلمي وكأنه سقط من قلم المصنف سهواً ‏(‏كالغادي والرائح في سبيل اللّه عز وجل‏)‏ أي في قتال أعدائه بقصد إعلاء كلمته فهو يساويه في الفضل ويزيد عليه لما تقرر فيما قبله‏.‏

- ‏(‏فر عن عمار‏)‏ بن ياسر ‏(‏وأنس‏)‏ بن مالك ورواه عنهما أبو نعيم أيضاً وعنه تلقاه الديلمي مصرحاً فلو عزاه إلى الأصل لكان أولى‏.‏

5253 - ‏(‏طالب العلم طالب الرحمة طالب العلم ركن الإسلام ويعطى أجره‏)‏ على طلبه ‏(‏مع النبيين‏)‏ لأنه وارثهم وخليفتهم ‏[‏ص 264‏]‏ فيكون ثوابه من جنس ثوابهم وإن اختلف المقدار والمراد العلم باللّه وصفاته ومعرفة ما يجب له وما يستحيل عليه وذلك أشرف العلوم فإن العلم يشرف بشرف معلومه‏.‏ ‏[‏ومثله‏:‏ العلم بالحلال والحرام وتعليمه، إذ هو ما بعث به المرسلون‏.‏ دار الحديث‏]‏

- ‏(‏فر عن أنس‏)‏ ورواه عنه الميداني أيضاً‏.‏

5254 - ‏(‏طبقات أمّتي خمس طبقات كل طبقة منها أربعون سنة فطبقتي وطبقة أصحابي أهل العلم والإيمان‏)‏ أي هم أرباب القلوب وأصحاب المكاشفات والمشاهدات لأن العلم بالشيء لا يقع إلا بعد كشف المعلوم وظهوره للقلب كما أن الرؤية للبصر لا تقع إلا بعد ارتفاع الموانع والسواتر بينه وبين المرئي واليقين شهود الفوائد للشيء المعلوم فقد يكون العلم بالشيء وتقع فيه الشكوك إذا بعد عن شهود القلب كبعد المرئي عن البصر وذلك ليس بعلم حقيقي ولا مرئي فالعلم صفة للقلب السليم والسليم هو الذي ليس له إلى الخلق نظر ولا للشيء عنده خطر ولا للدنيا فيه أثر ‏(‏والذين يلونهم إلى الثمانين أهل البر والتقوى‏)‏ أي هم أرباب النفوس والمكابدات فالبر صدق المعاملة للّه والتقوى حسن المجاهدة للّه فكأنه وصفهم بأنهم أصحاب المجاهدات قد سخوا بالنفوس فبذلوها وأتعبوها بالخدمة لكن لم يبلغوا درجة الأولين في مشاهدات القلوب ‏(‏والذين يلونهم إلى العشرين ومئة أهل التراحم والتواصل‏)‏ تكرموا بالدنيا فبذلوها للخلق ولم يبلغوا الدرجة الثانية في بذل النفوس ‏(‏والذين يلونهم إلى الستين ومئة أهل التقاطع والتدابر‏)‏ أي هم أهل تنازع وتجاذب فأدّاهم ذلك إلى أن صاروا أهل تقاطع وتدابر ‏(‏والذين يلونهم إلى المائتين أهل الهرج والحروب‏)‏ أي يقتل بعضهم بعضاً ويتهارجون ضناً بالدنيا، والولد حينئذ ينفر من أبيه ولا يعاطفه بل يقاتله فتربية جرو يحرسك خير من تربية ولد ينهشك، والحاصل أنه وصف طبقته بأنهم أرباب القلوب والمكاشفات والثانية بأنهم المجاهدون لنفوسهم والثالثة بأنهم أهل بذل وسخاء وشفقة ووفاء والرابعة بأنهم أهل تجاذب ومنازع والخامسة بأنهم أهل شر وحرب‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن أنس‏)‏ كلام المصنف كالصريح في أنه لم يره مخرجاً لأحد من الستة وإلا لما أبعد النجعة عادلاً عنه وهو عجيب فقد خرَّجه ابن ماجه باللفظ المزبور وعزاه له الديلمي وغيره ورواه أيضاً العقيلي وغيره كلهم بأسانيد واهية فقد أورد الحافظ ابن حجر في عشارياته‏:‏ حديث أنس هذا من طريقين وقال‏:‏ حديث ضعيف فيه عباد ويزيد الرقاشي ضعيفان وله شواهد كلها ضعاف منها أن علي بن حجر رواه عن إبراهيم بن مظهر الفهري وليس بعمدة عن أبي المليح بن أسامة الهذلي عن أبيه ومنها ما رواه يحيى بن عتبة القرشي وهو تالف عن الثوري عن محمد بن المنكدر عن ابن عباس بنحوه قال‏:‏ وإنما أوردته لأن له متابعاً ولكونه من إحدى السنن‏.‏

5255 - ‏(‏طعام الاثنين كافي الثلاثة وطعام الثلاثة كافي الأربعة‏)‏ في أمالي ابن عبد السلام إن أريد به الإخبار عن الواقع فمشكل إذا طعام الاثنين لا يكفي إلا هما والجواب أنه خبر بمعنى الأمر أي أطعموا طعام الاثنين للثلاث أو هو تنبيه على أنه يقوت الأربعة وأخبرنا بذلك لئلا نجزع أو معناه طعام الاثنين إذا أكلا متفرقين كاف لثلاثة اجتمعوا وقال المهلب‏:‏ المراد من هذه الأحاديث الحث على المكارمة، والتقنع بالكفاية، وليس المراد الحصر في مقدار الكفاية بل المواساة‏.‏

- ‏(‏مالك ق ت‏)‏ في الأطعمة ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

5256 - ‏(‏طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية‏)‏ قال ابن الأثير‏:‏ يعني شبع الواحد قوت الاثنين وشبع الاثنين قوت الأربعة وشبع الأربعة قوت الثمانية ومنه قول عمر عام الرمادة ‏"‏لقد هممت أن أنزل على أهل كل بيت مثل عددهم فإن الرجل لا يهلك على نصف بطنه اهـ‏.‏ واستنبط منه أن السلطان في المسغبة يفرق الفقراء على أهل السعة بقدر ما لا يحيق بهم‏.‏

- ‏(‏حم م ت ن عن عائشة‏)‏ ولم يخرجه البخاري‏.‏

5257 - ‏(‏طعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية فاجتمعوا عليه ولا تفرقوا‏)‏ قال في البحر‏:‏ يجوز كونه بمعنى الغذاء والقوة لا في الشبع لأنه غير محمود بل فيه ضرر ومرض ويجوز كون المراد الندب إلى المواساة وأنه تعالى يجعل فيه البركة فالمعنى أن الذي يشبع الواحد يرد جوعة الاثنين وكذا الأربعة والثمانية فإنه يرد كلب الجوع وذلك فائدته وفيه حث على المواساة والمروءة وعدم الاستبداد وتجنب البخل والشح‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال الهيثمي‏:‏ رواه الطبراني بإسنادين ففي الرواية الأولى من لم أعرفه وفي الثانية أبو بكر الهذلي وهو ضعيف‏.‏

5258 - ‏(‏طعام السخي دواء‏)‏ في رواية شفاء ‏(‏وطعام الشحيح داء‏)‏ وفي رواية طعام البخيل داء وطعام الجواد شفاء لكونه يطعم الضيف مع ثقل وتفجر وعدم طيب نفس ولهذا قال الخواص‏:‏ إنه يظلم القلب فينبغي الإجابة إلى طعام السخي دون البخيل وفي الإحياء أن بخيلاً موسراً دعاه بعض جيرانه فقدم له طباهجة ببيض فأكثر منها فانتفخ بطنه وصار يتلوى، فقال له الطبيب‏:‏ تقيأ‏.‏ قال‏:‏ أتقيأ طباهجة‏!‏‏!‏ أموت ولا أتقيؤها‏.‏ فعلى من ابتلي بداء البخل أن يعالجه حتى يزول، ولعلاجه طريقان‏:‏ علمي وعملي قرَّرهما حجة الإسلام‏.‏

- ‏(‏خط في كتاب البخلاء‏)‏ أي فيما جاء في ذمّهم ‏(‏وأبو القاسم‏)‏ بن الحسين الفقيه الحنبلي ‏(‏الخرقي‏)‏ بكسر المعجمة وفتح الراء وآخره قاف نسبة إلى بيع الخرق والثياب ‏(‏في فوائده‏)‏ وكذا الحاكم والديلمي كلهم ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب‏.‏ وقال الزين العراقي‏:‏ ورواه ابن عدي والدارقطني في غرائب مالك وأبو علي الصدفي في غرائبه وقال‏:‏ رجاله ثقات أئمة قال ابن القطان‏:‏ وإنهم لمشاهير ثقات إلا مقدام بن داود فإن أهل مصر تكلموا فيه اهـ‏.‏ لكن في الميزان ومختصره اللسان‏:‏ إنه حديث كذب وعزاه المصنف في الدرر كأصله لابن عدي عن ابن عمر وقال‏:‏ لا يثبت فيه ضعفاء ومجاهيل‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض القدير شرح الجامع الصغيرـــــالإمام عبد الرؤوف المناوي ـــــ حرف الضاد-تتمة*
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض القدير شرح الجامع الصغيرـــــالإمام عبد الرؤوف المناوي ـــــ حرف الضاد
» فيض القدير شرح الجامع الصغيرـــــالإمام عبد الرؤوف المناوي ـــــ حرف العين -تتمة
» فيض القدير شرح الجامع الصغيرـــــالإمام عبد الرؤوف المناوي ـــــ حرف الجيم -تتمة
» فيض القدير شرح الجامع الصغيرـــــالإمام عبد الرؤوف المناوي ـــــ حرف الباء
» فيض القدير شرح الجامع الصغيرـــــالإمام عبد الرؤوف المناوي ـــــ حرف الزاي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأقصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى :: المواضيع الدينية :: الحــــــــــديـــــــــــــــث-
انتقل الى: