5582 - (عليكم بهذه الشجرة المباركة) أي بثمرة هذه الشجرة (زيت الزيتون فتداووا به فإنه مصحة من الباسور) في كثير من النسخ بباء موحدة ورأيت في أصول قديمة صحيحة بالنون فليحرر ثم يحتمل أن المراد أكل الزيتون أو الريت المعتصر أو دهن الباسور به من خارج.
- (طب وأبو نعيم) في الطب النبوي (عن عقبة بن عامر) الجهني قال في الميزان عقب إيراده: قال أبو حاتم: هذا كذاب وقال الهيثمي عقب عزوه للطبراني: فيه ابن لهيعة وبقية رجاله رجال الصحيح قال: لكن ذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمة عثمان بن صالح وقال عن أبي حاتم إنه كذب.
5583 - (عليكم حج نسائكم) أي زوجاتكم حجة الإسلام (وفك عانيكم) أي أسيركم من أيدي الكفار وهذا في الأسير على بابه بالنسبة لمآسير المسلمين عند تعذر بيت المال وأما بالنسبة إلى الحج فيحمل على أن المراد أن ذلك على الرجال من باب المروءة والندب المؤكد لا الوجوب جمعاً بينه وبين ما نطقت به أدلة أخرى من عدم إحجاج الزوجة قال المحب الطبري: ظاهر الحديث الوجوب بدليل على ولا أعلم أحد قال بوجوب السفر عليه معها فيحمل على الندب. وقال ابن جماعة: استدل به بعضهم على أن حج الرجل بامرأته أفضل من صلاة التطوع.
- (ص عن مكحول مرسلاً).
5584 - (عليكم هدياً قاصداً) أي طريقاً معتدلاً غير شاق (عليكم هدياً قاصداً عليكم هدياً قاصداً) يعني الزموا القصد في العمل وهو استقامة الطريق أو الأخذ بالأمر الذي لا غلوّ فيه ولا تقصير (فإنه) أي الشأن (من يشادّ هذا الدين يغلبه) أي من يقاومه ويقاويه ويكلف نفسه من العبادات فوق طاقته يؤدي به ذلك إلى التقصير في العمل وترك الواجبات.
- (حم ك هق عن بريدة) قال: خرجت ذات يوم أمشي فإذا أنا برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يمشي فأخذ بيدي فانطلقنا جميعاً فإذا برجل يصلي يكثر من الركوع والسجود فقال: أترى هذا مرائي قلت: اللّه ورسوله أعلم فأرسل يده [ص 354] وطبق بين يديه ثلاث مرات يرفع يديه ويضربهما ويقول عليكم إلخ قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وقال الهيثمي: رجاله موثقون وقال ابن حجر في تخريج المختصر: إسناد أحمد حسن.
5585 - (عليكم من الأعمال بما) لفظ رواية مسلم ما بدون حرف جر ورواية البخاري بإثباته (تطيقون) أي الزموا ما تطيقون الدوام عليه بلا ضرر ولا تحملوا أنفسكم أوراداً كثيرة لا تقدرون على أدائها فمنطوقه يقتضي الأمر بالاقتصار على ما يطاق من العبادة ومفهومه يقتضي النهي عن تكلف ما لا يطاق وهذا وإن ورد في الصلاة لكن اللفظ عام وهو المعتبر والخطاب للرجال والنساء ولكنه غلب الذكور قال ابن الحاج: فليحذر أن يتكلف من العمل ما عليه فيه مشقة أو يخل باشتغاله بالعلم لأن اشتغاله به أفضل وهذا باب كثيراً ما يدخل منه الشيطان على المشتغلين بالعلم إذا عجز عن تركهم له بأمرهم بكثرة الأوراد حتى ينقص اشتغالهم لأن العلم هو العدة التي يتلقى بها ويحذر منه منها فإذا عجز عن الترك رجع إلى باب النقص وهو باب قد غمض على كثير من طلبة العلم لأنه باب خير وعادة الشيطان أن لا يأمر بخير فيلتبس الأمر على الطالب فيخل بحاله وكان المرجاني يقول: ينبغي لطالب العلم أن يكون عمله في علمه كالملح في العجين إذا عدم منه لم ينتفع به والقليل منه يصلحه (فإن اللّه) ولفظ رواية فواللّه (لا يمل) بمثناة تحتية وميم مفتوحتين أي لا يترك الثواب عنكم (حتى تملوا) بفتح أوليه أي تتركوا عبادته فإن من مل شيئاً تركه وأتى بهذا اللفظ للمشاكلة كقوله {وجزاء سيئة سيئة} وأفاد أفضلية المداومة على الطاعة وإن قلت وشفقته على أمته ورأفته بهم وكراهة التشديد في العبادة والناس في العبادة على طبقات أعلاها وأفضلها طريقة النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو أنه كان لا تشاء أن تراه من الليل مصلياً إلا رأيته مصلياً ولا نائماً إلا رأيته نائماً وأصل الملال استثقال الشيء ونفور النفس عنه بعد محبته وهو محال عليه تعالى فأول بما مر وهذا الحديث رواه مسلم بأتم من هذا ولفظه يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن اللّه لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى اللّه ما دوم عليه وإن قل وإن كان آل محمد إذا عملوا عملاً أثبتوه ورواه البخاري عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة قال: من هذه قالت: فلانة تذكر من صلاتها قال: مه عليكم من الأعمال بما تطيقون فواللّه لا يمل اللّه حتى تملوا قال البيضاوي: الملل فتور يعرض للنفس من كثرة مزاولة شيء فيورث الكلال في الفعل والإعراض عنه وأمثال ذلك إنما يصدق في حق من يعتريه التغير والانكسار أما من تنزه عنه فيستحيل تصوره في حقه فإذا أسند إليه أول بما هو منتهاه وغاية معناه كإسناد الرحمة والغضب والحياء والضحك إليه تعالى فالمعنى اعملوا حسب وسعكم وطاقتكم فإنه لا يعرض عنكم إعراض الملول ولا ينقص ثواب أعمالكم ما بقي لكم نشاط فإذا فترتم فاقعدوا فإنكم إذا مللتم من العبادة وأتيتم بها على كلال وفتور كان معاملة اللّه معكم معاملة الملول عنكم وقال التوربشتي: إسناد الملال إلى اللّه على طريق الازدواج والمشاكلة والعرب تذكر أحد اللفظين موافقة للأخرى وإن خالفتها قال تعالى {وجزاء سيئة سيئة مثلها} وقال الشاعر:
ألا لا يجهل أحد علينا * فنجهل فوق جهل الجاهلين
ولا يفتخر ذو عقل بجهل وإنما أراد فنجازيه بجهله ونعاقبه على سوء صنيعه.
- (طب عن عمران بن حصين) قال الهيثمي: إسناده حسن.
5586 - (عليكم بلا إله إلا اللّه والاستغفار فأكثروا منهما فإن إبليس قال أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا اللّه [ص 355] والاستغفار فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء) جمع هوى مقصور هوى النفس يعني أهلكتهم بميل نفوسهم إلى الأمور المذمومة (وهم) مع ذلك (يحسبون أنهم مهتدون).
- (ع عن أبي بكر) الصديق قال الهيثمي: فيه عثمان بن مطر وهو ضعيف.
5587 - (عليكن) أيتها النسوة (بالتسبيح) أي بقول سبحان اللّه (والتهليل) أي التوحيد (والتقديس) أي قول سبوح قدوس رب الملائكة والروح قالوا: والفرق بين التسبيح والتقديس أن التسبيح للأسماء والتقديس للآلاء وكلاهما يؤدي إلى العظمة (واعقدن بالأنامل) أي اعددن عدد مرات التسبيح بها وهذا ظاهر في عقد كل أصبع على حدته لا ما يعتاده كثير من العد بعقد الأصابع (فإنهنّ مسؤولات) عن عمل صاحبها (مستنطقات) للشهادة عليه فأما المؤمن فتنطق عليه بخيره وتسكت عن شره ستراً من اللّه والكافر بالعكس فإن خيره لغير اللّه فهو هباء (ولا تغفلن) بضم الفاء بضبط المؤلف (فتنسين) بضم المثناة الفوقية وسكون النون وفتح السين بخطه (الرحمة) أي لا تتركن الذكر فتنسين منها وهذا أصل في ندب السبحة المعروفة وكان ذلك معروفاً بين الصحابة فقد أخرج عبد اللّه بن أحمد أن أبا هريرة كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به وفي حديث رواه الديلمي نعم المذكر السبحة لكن نقل المؤلف عن بعض معاصري الجلال البلقيني أنه نقل عن بعضهم أن عقد التسبيح بالأنامل أفضل لظاهر هذا الحديث لكن محله إن أمن الغلظ وإلا فالسبحة أولى وقد اتخذ السبحة أولياء كثيرون ورؤي بيد الجنيد سبحة فقيل له: مثلك يمسك بيده سبحة فقال: طريق وصلت به إلى ربي لا أفارقه وفي رواية عنه شيء استعملناه في البدايات لا نتركه في النهايات أحب أن أذكر اللّه بقلبي ويدي ولساني ولم ينقل عن أحد من السلف ولا الخلف كراهتها نعم محل ندب اتخاذها فيمن يعدها للذكر بالجمعية والحضور ومشاركة القلب للسان في الذكر والمبالغة في إخفاء ذلك أما ما ألفه الغفلة البطلة من إمساك سبحة يغلب على حباتها الزينة وغلو الثمن ويمسكها من غير حضور في ذلك ولا فكر ويتحدث ويسمع الأخبار ويحكيها وهو يحرك حباتها بيده مع اشتغال قلبه ولسانه بالأمور الدنيوية فهو مذموم مكروه من أقبح القبائح.
- (ت ك عن يسيرة) بمثناة تحتية مضمومة وسين وراء مهملتين بينهما مثناة تحتية وهي بنت ياسر أو أم ياسر صحابية من الأنصاريات وقيل من المهاجرات وظاهر اقتصار المصنف على الترمذي أنه تفرد به من بين الستة وليس كذلك فقد رواه أبو داود في الصلاة ولم يضعفه.
5588 - (عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم) يعني الأمراء والرعية وهذا قاله لما قالوا له: يا رسول اللّه أرأيت إن كان علينا أمراء من بعدك يأخذونا بالحق الذي علينا ويمنعونا الحق الذي لنا نقاتلهم ونعصيهم فذكره.
- (طب عن يزيد بن سلمة الجعفي) قال الهيثمي: فيه عبيد بن عبيدة لم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
5589 - (عليٌّ أخي في الدنيا والآخرة) كيف وقد بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم الاثنين فأسلم وصلى يوم الثلاثاء فمكث يصلي مستخفياً سبع سنين كما رواه الطبراني عن أبي رافع وفي الأوسط للطبراني عن جابر مرفوعاً مكتوب على باب الجنة لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه عليّ أخو رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي سنة وفيه عن أبي أمامة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم آخى بين الناس وآخى بينه وبين علي قال الإمام أحمد: ما جاء في أحد من الفضائل ما جاء في عليٍّ وقال النيسابوري: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأحاديث الحسان ما ورد في حق عليٍّ.
- (طب) وكذا الديلمي (عن ابن عمر) بن الخطاب قال الحافظ العراقي: كل ما ورد في أخوة عليٍّ فضعيف.
[ص 356] 5590 - (عليٌّ أصلي وجعفر فرعي) أو جعفر أصلي وعليٌّ فرعي هكذا ورد على الشك وفي رواية الطبراني قال في الحلية: عليٌّ سيد القوم محب المشهود ومحبوب المعبود باب مدينة الحكم والعلوم ورواية المهتدين ونور المطيعين وولي المتقين وإمام العادلين أقدمهم إجابة وإيماناً وأقومهم قضية وإيقاناً وأعظمهم حلماً وأوفرهم علماً قدوة المتقين وزينة العابدين المنبئ عن حقائق التوحيد المشير إلى لوامع علم التفريد صاحب القلب العقول واللسان السؤول والأذن الواعي والعهد الوافي فقاء عيون الفتن ووقى من فنون المحن فدفع الناكثين ووضع القاسطين ودفع المارقين الأخيشن في دين اللّه الممسوس في ذات اللّه.
- (طب والضياء) المقدسي كلاهما من طريق محمد بن إسماعيل بن جعفر بن عمه موسى بن جعفر عن صالح بن معاوية عن أخيه عبد اللّه عن أبيه (عن) جده (عبد اللّه بن جعفر) قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم.
5591 - (عليٌّ إمام البررة وقاتل الفجرة) أي المنبعثين في المعاصي (منصور) من عند اللّه (من نصره) أي معان من عند اللّه مؤيد بقوته (مخذول من خذله) أي متروك من رعاية اللّه وإعانته وما أحسن قول حكيم له لما دخل الكوفة: لقد زينت الخلافة وما زينتك ورفعتها وما رفعتك وهي أحوج إليك منك إليها وهو أول صبي أسلم إجماعاً وصح إسلامه لأن الأحكام إذ ذاك كانت منوطة بالتمييز ولم يعبد وثناً قط.
- (ك) في فضائل الصحابة (عن جابر) قال الحاكم: صحيح فقال الذهبي: لا بل واللّه موضوع وأحمد أي ابن عبد اللّه وراويه كذاب فما أجهلك على سمعة معرفتك اهـ. وبه يعرف أن المصنف لم يصب في إيراده.
5592 - (عليٌّ باب حطةٍ) أي طريق حط الخطايا (من دخل منه) على الوجه المأمور به كما يشير إليه قوله سبحانه في قصة بني إسرائيل {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية} (كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً) يعني أنه سبحانه وتعالى كما جعل لبني إسرائيل دخولهم الباب متواضعين خاشعين سبباً للغفران جعل لهذه الأمة مودة عليّ والاهتداء بهديه وسلوك سبيله وتوليه سبباً للغفران ودخول الجنان ونجاتهم من النيران والمراد يخرج منه خرج عليه.
- (قط في الأفراد عن ابن عباس) قضية صنيع المصنف أن الدارقطني خرجه وسكت عليه والأمر بخلافه بل قال: تفرد به حسين الأشقر عن شريك وليس بالقوي قال: وقال البخاري: حسين عنده مناكير وقال الهذلي: هو كذاب.
5593 - (علي عيبة علمي) أي مظنة استفصاحي وخاصتي وموضع سري ومعدن نفائسي والعيبة ما يحرز الرجل فيه نفائسه. قال ابن دريد: وهذا من كلامه الموجز الذي لم يسبق ضرب المثل به في إرادة اختصاصه بأموره الباطنة التي لا يطلع عليها أحد غيره وذلك غاية في مدح عليّ وقد كانت ضمائر أعدائه منطوية على اعتقاد تعظيمه وفي شرح الهمزية: أن معاوية كان يرسل يسأل علياً عن المشكلات فيجيبه فقال أحد بنيه: تجيب عدوك قال: أما يكفينا أن احتاجنا وسألنا.
- (عد عن ابن عباس) وفيه ضرار بن صرد وأبو نعيم الطحان قال البخاري والنسائي: متروك وكذبه ابن معين.
5594 - (عليٌّ مع القرآن والقرآن مع عليٍّ لن يتفرقا حتى يردا) في القيامة (عليَّ الحوض) وهذا كان أعلم الناس بتفسيره [ص 357] قال المولى خسرو الرمي عندما قال القاضي إنه جمع في تفسيره ما بلغه عن عظماء الصحابة أراد بعظمائهم علياً وابن عباس والعبادلة وأبيَّ وزيد. قال: وصدرهم علي حتى قال ابن عباس: ما أخذت من تفسيره فعن عليّ ويتلوه ابن عباس اهـ. ملخصاً وقيل له: مالك أكثر الصحابة علماً قال: كنت إذا سألته أنبأني وإذا سكت ابتدأني وكان عمر يتعوذ من كل معضلة ليس لها أبو الحسن ولم يكن أحد من الصحب يقول: سألوني إلا هو وعرض رجل لعمر وهو يطوف فقال: خذ حقي من عليّ فإنه لطم عيني فوقف عمر حتى مرّ عليّ فقال: ألطمت عين هذا قال: نعم رأيته يتأمل حرم المؤمنين فقال: أحسنت يا أبا الحسن وأخرج أحمد أن عمر أمر برجم امرأة فمر بها عليّ فانتزعها فأخبر عمر فقال: ما فعله إلا لشيء فأرسل إليه فسأله فقال: أما سمعت رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول: رفع القلم عن ثلاث الحديث قال: نعم قال: فهذه مبتلاة بني فلان فلعله أتاها وهو بها فقال عمر: لولا عليّ هلك عمر واتفق له مع أبي بكر نحوه فأخرج الدارقطني عن أبي سعيد أن عمر كان يسأل علياً عن شيء فأجابه فقال عمر: أعوذ باللّه أن أعيش في قوم ليس فيهم أبو الحسن وفي رواية لا أبقاني اللّه بعدك يا عليّ.
- (طس ك) في فضائل الصحابة (عن أم سلمة) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وقال الهيثمي: فيه عند الطبراني صالح بن أبي الأسود ضعيف وأخرج البزار عن أبي ذر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم لعلي: يا علي من فارقني فارق اللّه ومن فارقك فارقني قال الهيثمي: رجاله ثقات.
5595 - (عليٌّ مني وأنا من عليٍّ) أي هو متصل بي وأنا متصل به في الاختصاص والمحبة وغيرهما ومن هذه تسمى اتصالية من قولهم فلان كأنه بعضه متحد به لاختلاطهما (ولا يؤدي عني إلا أنا أو عليّ) كان الظاهر أن يقال لا يؤدي عني إلا عليّ فأدخل أنا تأكيداً لمعنى الاتصال في قوله عليّ مني وأنا من عليّ وأخرج الطبراني عن وهب بن حمزة قال: صحبت علياً إلى مكة فرأيت منه بعض ما أكره فقلت: لئن رجعت لأشكونك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلما قدمت قلت: يا رسول اللّه رأيت من عليّ كذا وكذا فقال: لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدي رواه الطبراني قال الهيثمي: فيه دكين ذكره أبو حاتم ولم يضعفه أحد وبقية رجاله وثقوا اهـ.
(تتمة) أخرج أحمد من طريق الأجلح الكندي عن ابن بريدة عن أبيه قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعثين إلى اليمن على أحدهما عليّ والآخر خالد فقال: إذا التقيتما فعليّ على الناس وإن افترقتما فكل منكم على حده فظهر المسلمون فسبوا فاصطفى عليّ امرأة من السبي لنفسه فكتب خالد إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم بذلك فلما أتيته دفعت الكتاب فقرئ عليه فرأيت الغضب في وجهه فقلت: يا رسول اللّه هذا مكان العائذ بك فقال: لا تقع في عليّ فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي قال جدنا للأم الزين العراقي: الأجلح الكندي وثقه الجمهور وباقيهم رجاله رجال الصحيح وروى الترمذي والنسائي من حديث عمران بن الحصين في قصة طويلة مرفوعاً ما تريدون من عليٍّ إن علياً مني وآنا من عليّ وهو ولي كل مؤمن بعدي وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
- (حم ت ق ه عن حبشي) بضم الحاء المهملة وسكون الموحدة التحتية فمعجمة بعدها مثناة تحتية ثقيلة (ابن جنادة) السلولي بفتح السين المهملة له صحبة نزل الكوفة قال الذهبي: قال البخاري إسناد حديثه فيه نظر.
5596 - (عليّ مني بمنزلة رأسي من بدني) مبالغة في شدة الاتصال واللصوق به أخرج الطبراني عن ابن عباس قال: كنا نتحدث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عهد إلى عليّ سبعين عهداً لم يعهدها إلى غيره قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه.
- (خط عن البراء) بن عازب قال الخطيب: لم أكتبه إلا من هذا الوجه قال ابن الجوزي: وفي إسناده مجاهيل [ص 358] (فر عن ابن عباس) قال ابن الجوزي: وفيه حسين الأشقر عنده مناكير وقيس بن أبي الربيع قال يحيى: ليس بشيء وقال أحمد: يتشيع.
5597 - (عليّ مني بمنزلة هارون من) أخيه (موسى) يعني متصل بي ونازل مني منزلته حين خلفه في قومه بني إسرائيل لما خرج إلى الطور فالباء زائدة كما قاله الكرماني ولما كان وجه الشبه مبهماً في الجملة بينه بقول (إلا أنه لا نبي بعدي) ينزل بشرع ناسخ لهذه الشريعة نفى الاتصال به من جهة النبوة فبقى من جهة الخلافة لأنها تلي النبوة في الرتبة ثم إنها محتملة لأن تكون في حياته أو بعد مماته فخرج بعد مماته لأن هارون مات قبل موسى بنحو أربعين سنة فتعين أن يكون في حياته عند مسيره إلى غزوة تبوك كمسير موسى إلى مناجاة ربه ذكره جمع منهم القرطبي قال: وإنما قال إلا إلخ تحذيراً مما وقع فيه قوم موسى من غلاة الروافض فإنهم زعموا أن علياً نبي يوحى إليه وتناهى بعضهم في الغلو إلى أن صار في عليّ ما صارت إليه النصارى في المسيح قالوا: إنه الإله وقد حرق عليّ من قال ذلك فافتتن به جماعة منهم وزادهم ضلالاً فقالوا: الآن تحققنا أنه اللّه لأنه لا يعذب بالنار إلا اللّه، وهذه كلها أقوال عوامّ جهال سخفاء العقول لا يبالي أحدهم بما يقول فلا ينفع معهم البرهان لكن السيف والسنان.
- (أبو بكر المطيري) بفتح الميم وكسر الطاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف بضبط المصنف كغيره نسبة إلى المطيرة قرية بناحية سرمن رأى ينسب إليها جمع من المحدثين منهم أبو بكر هذا واسم محمد بن جعفر بن أحمد الصدفي المطيري حدث عنه الحسين بن عرفة وعنه الدارقطني وغيره كان ثقة مأموناً (في جزئه عن أبي سعيد) الخدري قضية صنيع المصنف أنه لم يره لأشهر ولا أعلى منه وإلا لما أبعد النجعة إليه وهو ذهول عجيب فقد أخرجه أحمد والبزار. قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح.
5598 - (علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه) قيل في معناه من كنت أتولاه فعليّ يتولاه قال الحرالي: والمولى هو الولي اللازم الولاية القائم بها الدائم عليها لمن تولاه بإسناد أمره إليه فيما هو ليس بمستطيع له.
- (المحاملي في أماليه عن ابن عباس).
5599 - (عليّ يزهر في الجنة ككواكب الصبح) أي كما تزهر الكواكب التي تظهر عند الفجر (لأهل الدنيا) يعني يضيء لأهل الجنة كما يضيء الكوكب النير المشرق لأهل الدنيا.
- (البيهقي في فضائل الصحابة فر عن أنس) بن مالك ورواه عنه الحاكم ومن طريقه وعنه أورده الديلمي مصرحاً فلو عزاه إليه لكان أولى قال ابن الجوزي في العلل: حديث لا يصح فيه يحيى الفاطمي متهم وإبراهيم بن يحيى متروك.
5600 - (عليّ يعسوب المؤمنين) أي سيدهم (والمال يعسوب المنافقين) قال في المحكم: اليعسوب أمير النحل ثم كثر حتى سموا كل رئيس يعسوباً، وقال ثعلب: اليعسوب ذكر النحل الذي يتقدمها ويحامي عنها وأما ما اشتهر على الألسنة أمير النحل عليّ فلا أصل له كما قاله الزركشي وغيره.
- (عد عن عليّ) قال ابن الجوزي في العلل: حديث غير صحيح ورواه الطبراني والبزار عن أبي ذر وسلمان مطولاً قال: أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم بيد علي فقال: هذا أوّل من آمن بي وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمّة، وهذا يعسوب المؤمنين، [ص 359] والمال يعسوب الظالمين.
5601 - (عليّ يقضي ديني) بفتح الدال أخرج الطبراني عن ذؤيب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما احتضر قالت له صفية: لكل امرأة من نسائك أهل تلجأ إليهم، وإنك أجليت أهلي فإن حدث حدث فإلى من ألجأ؟ قال: إلى عليّ. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح وأخرج البزار عن جابر دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم العباس فقال: اضمن عني ديني ومواعيدي قال: لا أطيق ذلك فوقع به ابنه عبد اللّه فقال: فعل اللّه بك من شيخ فقال: دعني فدعا عليّ بن أبي طالب فقال: نعم هي عليّ فضمنها فلما قدم على أبي بكر مال قال: هذا مال اللّه وما أفاء على المسلمين فحق ما قضى عن نبيه فقضاها قال الهيثمي: فيه إسماعيل بن يحيى متروك.
- (البزار) في مسنده (عن أنس) قال الهيثمي: فيه ضرار بن صرد وهو ضعيف.
5602 - (عم الرجل صنو أبيه) بكسر المهملة أي مثله يعني أصلهما واحد فتعظيمه كتعظيمه وإيذاؤه كإيذائه وفيه حث على القيام بحق العم وتنزيله منزلة الأب في الطاعة وعدم العقوق.
- (ت عن علي) بن أبي طالب (طب عن ابن عباس).
5603 - (عمار بن ياسر ما عرض عليه أمر إلا اختار الأرشد منهما) أي الأكثر إصابة للصواب والرشد والصلاح.
- (هـ عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وفي الباب ابن مسعود عند أحمد ورجاله كما قال الهيثمي رجال الصحيح.
5604 - (عمار مليء إيماناً إلى مشاشه) بضم الميم بضبط المصنف أي ملأ اللّه جوفه به حتى تعدى الجوف ووصل إلى العظام الظاهرة والمشاش رؤوس العظام وفي رواية لمخرجه أبي نعيم أيضاً عمار مليء إيماناً من قرنه إلى قدمه قال: يعني مشاشه.
- (حل) في ترجمة عمار وكذا الخطيب من حديث هانئ بن هانئ (عن عليّ) أمير المؤمنين قال هانئ: كنا عند عليّ فدخل عليه عمار فقال: مرحباً بالطيب المطيب سمعت رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول: فذكره. وفيه أحمد بن المقدام أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ثقة صاحب مزاح ورواه عنه أيضاً أبو يعلى والديلمي وفي الباب عائشة.
5605 - (عمار يزول مع الحق حيث يزول) أي يدور معه حيث دار فاهتدوا بهديه.
- (ابن عساكر) في تاريخه (عن ابن مسعود).
5606 - (عمار خلط اللّه الإيمان ما بين قرنه إلى قدمه وخلط الإيمان بلحمه ودمه يزول مع الحق حيث زال ولا ينبغي للنار أن تأكل منه شيئاً) المراد نار الآخرة.
- (ابن عساكر) في التاريخ عن عليّ أمير المؤمنين ورواه عنه أيضاً الديلمي وغيره.
5607 - (عمار تقتله الفئة الباغية) أي الظالمة الخارجة عن طاعة الإمام الحق وزاد الطبراني في رواية الناكبة عن الحق والمراد بهذه الفئة فئة معاوية كما جاء موضحاً في رواية الطبراني وغيره وهذا من معجزاته لأنه إخبار عن غيب وقد وقع. [ص 360]
فائدة: روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح كما في الإصابة عن أبي وائل عن أبي مسيرة أنه رأى عماراً وذا الكلاع وكان قتل مع معاوية يوم صفين في قباب بيض بفناء الجنة فقال: ألم يقتل بعضكم بعضاً قالوا: بلى ولكن وجدنا اللّه واسع المغفرة.
- (حل) وكذا الخطيب (عن أبي قتادة) وفي الباب أبو أيوب رفعه تقتل عماراً الفئة الباغية.
5608 - (عمداً صنعته يا عمر) قاله له لما صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد ومسح على خفيه فقال له عمر: لقد صنعت شيئاً لم تكن صنعته فذكره وفيه جواز الخمس والنفل بوضوء والمسح على الخف ورد على من أوجب الوضوء لكل فرض ولا ينافيه {إذا قمتم إلى الصلاة} لأن المراد محدثين.
- (حم م 4 عن بريدة) بن الحصيب.
5609 - (عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة) أي يزهو ويضيء لأهلها كما يضيء السراج لأهل الدنيا وأنهم ينتفعون بهديه فيها كما ينتفع أهل الدنيا بضوء المصباح لما سبق أن العلماء يحتاج الناس إليهم في الجنة.
- (البزار) في مسنده (عن ابن عمر) بن الخطاب قال الهيثمي: فيه عبد اللّه بن إبراهيم بن أبي عمر الغفاري وهو ضعيف (حل) من حديث محمد بن عمر الواقدي عن مالك عن ابن شهاب عن المسيب (عن أبي هريرة) ثم قال: غريب من حديث مالك تفرد به عنه الواقدي (ابن عساكر) في تاريخه (عن الصعب) بفتح المهملة الأولى وسكون الثانية ضد السهل (بن جثامة) بفتح الجيم وشد المثلثة الليثي نزيل ودان قيل: مات في خلافة الصديق قال في التقريب: والأصح في خلافة عثمان.
5610 - (عمر معي وأنا مع عمر والحق بعدي مع عمر حيث كان) أي يدور معه حيث دار فإنه كان مشتغلاً بالحق والغالب على قلبه سلطانه.
- (طب) وكذا الأوسط (عد عن الفضل) بن عباس قال: تكلم عمر بكلمة ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على المنبر يودع الناس ويستحلهم في أول مرضه فذكره قال الهيثمي: وفي إسناده من لم أعرفه.
5611 - (عمرو بن العاص) يأتي كثيراً في كتب الحديث بحذف الباء لغة في المنقوص والفصيح إثباتها (من صالحي قريش) تمامه عند أحمد وأبي يعلى ونعم أهل البيت أبو عبد اللّه وأمّ عبد اللّه وعبد اللّه اهـ. قال أبو يزيد: جزع عمرو بن العاص عند موته جزعاً شديداً فلما رأى ذلك ابنه قال: ما هذا الجزع وقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدنيك ويستعملك قال: قد كان ذلك ولا أدري أحق كان ذلك أم يتألفني؟ مات بمصر يوم الفطر عن نحو مئة سنة.
- (ت عن طلحة) بن عبيد اللّه قال: قال: ألا أخبركم عن رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم بشيء سمعته يقول فذكره قال الهيثمي: رجاله ثقات.
5612 - (عمران بين المقدس) بفتح الميم وسكون القاف وبكسر الدال وبضم ففتح فتشديد الأول على إرادة المصدر أو المكان أي بيت المكان الذي جعل فيه الطهارة أو بيت مكان الطهارة والثانية بمعنى المطهر وتطهره إخلاؤه من الأصنام أو الذنوب وإضافته من إضافة الموصوف بصفته بمسجد الجامع (خراب يثرب) أي عمران بيت المقدس يكون خراب يثرب (وخراب يثرب خروج الملحمة) أي وما به خراب يثرب خروج الملحمة وهي معترك القتال اسم لموضعه [ص 361] أي موضع التحام القتال ذكره ابن قرقول. وفي النهاية هي الحرب وموضعه يعني أنها اسم لمجموع ذلك. قال الجوهري: الوقعة العظيمة فزاد الوصف بالعظم (وخروج الملحمة فتح القسطنطينية) وهو لخروج الدجال جعل المصطفى صلى اللّه عليه وسلم كل واحد منهما عين ما بعده وعبر به عنه.
- (حم د) في الفتن (عن معاذ) بن جبل قال المنذري: فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان بن صالح تكلم في غير واحد اهـ. وأورده في الميزان من جملة مناكيره.
5613 - (عمرة في رمضان تعدل حجة) أي تقابلها وتماثلها في الثواب لأن الثواب يفضل بفضيلة الوقت ذكره المظهر. قال الطيبي: وهذا من باب المبالغة وإلحاق الناقص بالكامل ترغيباً وبعثاً عليه وإلا كيف يعدل ثواب العمرة ثواب الحج اهـ. فعلم أنها لا تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع على أن الاعتمار لا يجزئ عن فرض الحج وفيه أن الشيء يشبه الشيء ويجعل عدله إذا أشبهه في بعض المعاني لا كلها وأن ثواب العمل يزداد بزيادة شرف الوقت كما يزيد بحضور القلب وخلوص النية فإن أفضل أوقات العمرة رمضان قال الراغب: والعمرة الزيادة التي فيها عمارة الوقت وجعل في الشرع للقصد المخصوص.
- (حم خ ه عن جابر) بن عبد اللّه (حم ق د ه عن ابن عباس د ت ه عن أم معقل) بفتح الميم وكسر القاف الأسدية وقيل الأنصارية (ه عن وهب بن خنيس) بمعجمة ونون وموحدة تحتية ومهملة وزن جعفر الطائي صحابي نزل الكوفة ويقال اسمه هرم ووهب (طب عن الزبير) بن العوام وخرجه البزار عن علي وأنس.
5614 - (عمرة في رمضان كحجة معي) في حصول الثواب كما تقرر. قال ابن العربي: هذا صحيح مليح وفضل من اللّه ونعمة نزلت العمرة منزلة الحج بانضمام رمضان إليها اهـ. وفيه كالذي قبله أنه يسن إكثار العمرة في رمضان وعليه الشافعية.
- (سمويه عن أنس) بن مالك وفيه داود بن يزيد الأزدي ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم وهلال بن يزيد قال في الميزان عن ابن حبان: في حديثه مناكير وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره لأحد من المشاهير وهو عجب فقد خرجه الطبراني والحاكم والبزار باللفظ المذكور بل هو عند مسلم على الشك بلفظ عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي وعزاه ابن العربي في شرح الترمذي إلى أبي داود بغير شك كما هنا وقال: إنه صحيح.
5615 - (عمل الأبرار) جمع بار هو المطيع (من الرجال) لفظ رواية الخطيب من رجال أمتي (الخياطة) أي خياطة الثياب (وعمل الأبرار من النساء المغزل) أي الغزل بالمغزل قال في الميزان: لازم ذلك الحياكة إذ لا يتأتى خياطة ولا غزل إلا بحياكة فقبح اللّه من وضعه اهـ. بلفظه وقد ورد في فضل المغزل أخبار منها ما رواه ابن عساكر عن زياد القرشي قال: دخلت على هند بنت المهلب وهي امرأة الحجاج فرأيت في يدها مغزلاً تغزل به فقلت: أتغزلين وأنت امرأة أمير قالت: سمعت أبي يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أطولكن طاقة أعظمكن أجراً وهو يطرد الشيطان ويذهب بحديث النفس وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس مرفوعاً زينوا مجالس نسائكم بالمغزل وهما حديثان واهيان.
- (تمام) في فوائده عن عبد السلام بن أحمد القرشي عن محمد بن إسماعيل التميمي عن محمد بن عبد اللّه الخراساني عن موسى بن إبراهيم المروزي عن مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال المؤلف في مختصر الموضوعات: وموسى متروك (خط) في ترجمة أبي داود النخعي من حديث أبي حازم عن سهل (وابن لال) في المكارم (وابن عساكر) في التاريخ وكذا أبو نعيم [ص 362] والديلمي كلهم (عن سهل بن سعد) الساعدي وظاهر صنيع المصنف أن مخرجه الخطيب خرجه وأقره والأمر بخلافه بل قدح في سنده فعقبه بأن أبا داود النخعي أحد رواته كذاب وضاع دجال وبسط ذلك بما منه أن يجيء ذكر أنه أكذب الناس وجزم الذهبي في الضعفاء بأنه كذاب دجال وفي الميزان عن أحمد كان يضع الحديث وعن يحيى كان أكذب الناس ثم سرد له أحاديث هذا منها ووافقه في اللسان وحكم ابن الجوزي بوضعه ولم يتعقبه المؤلف إلا بإيراد حديث تمام وقال ابن موسى متروك ولم يزد على ذلك.
5616 - (عمل البرّ) بالكسر (كله نصف العبادة والدعاء نصف) أي نصف العبادة الآخر (فإذا أراد اللّه بعبد خيراً انتحى) بحاء مهملة (قلبه للدعاء) أي مال قلبه له وتوجه إليه يقال انتحى في سيره اعتمد على الجانب الأيسر وانحنى انحناء مثله هذا هو الأصل ثم صار الانتحاء الاعتماد والميل في كل وجه.
- (ابن منيع) في المعجم (عن أنس) ورواه عنه الديلمي أيضاً.
5617 - (عمل الجنة) أي عمل أهل الجنة أو العمل الموصل إلى الجنة (الصدق وإذا صدق العبد بر وإذا برّ آمن وإذا آمن دخل الجنة وعمل النار الكذب إذا كذب العبد فجر وإذا فجر كفر وإذا كفر دخل النار) أي نار جهنم ومقصود الحديث الحث على لزوم الصدق وتجنب الكذب فالصدق محمود والكذب مذموم عقلاً وشرعاً وتطابقت على ذلك الملل والنحل لكن قد يعرض ما يصير الصدق مذموماً بل حراماً والكذب محموداً بل واجباً وليس الكلام فيه.
- (حم عن ابن عمرو) بن العاص رمز المصنف لحسنه.
5618 - (عمل قليل في سنة) أي مصاحب لها (خير من عمل كثير) أي في صورته وعدده (في بدعة) لأن ذاك وإن قلّ أكثر نفعاً وذا أكثر ضرراً ففي بمعنى مع كهي في {ادخلوا في أمم} فالظرفية مجازية فكأنهما لصدورهما معهما من صاحبهما مظروفان بهما متمكنان فيهما تشبه تمكنهما فيهما بتمكن المظروف في ظرفه ذكره الطيبي كالقاضي. وقال الخطابي: لا خير في العمل مع البدعة لكن المراد أنه مع السنة ينفع القليل ومع البدعة لا نفع فيه واعلم أن مصباح السعادة اتباع السنة والاقتداء بالمصطفى صلى اللّه عليه وسلم في مصادره وموارده وحركاته وسكناته حتى في هيئة أكله وقيامه وقعوده وكلامه قال اللّه تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} {قل إن كنتم تحبون اللّه فاتبعوني يحببكم اللّه} وذلك شامل لجميع الآداب فعليك أن تلبس السراويل قاعداً وتعتمّ قائماً وتبتدئ باليمين في نعليك وتأكل بيمينك وتقلم أظفارك مبتدئاً بمسبحة اليد اليمنى وتختم بإبهامها وفي الرجل بخنصر اليمنى وتختم باليسرى وكان بعضهم لا يأكل البطيخ لكونه لم ينقل كيفية أكل المصطفى صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم له قال الغزالي: فلا ينبغي التساهل في ذلك ويقال هذا مما يتعلق بالعادات فلا معنى للاتباع فيه فإن ذلك يغلق باباً عظيماً من أبواب السعادة.
- (الرافعي) الإمام في التاريخ (عن أبي هريرة فر) وكذا القضاعي والدارمي (عن ابن مسعود) وفيه أبان بن يزيد العطار لينه القطان.
5619 - (عمل هذا قليلاً وأجر كثيراً) قاله حين جاءه رجل مقنع بالحديد فقال: [ص 363] يا رسول اللّه أقاتل وأسلم؟ قال: أسلم ثم قاتل ففعل فقتل.
- (ق عن البراء) بن عازب. ورواه عنه أيضاً أحمد والطيالسي وغيرهم.
5620 - (عموا بالسلام) بأن يقول المبتدئ إذا سلم على جمع السلام عليكم (وعموا بالتشميت) بأن يقول يرحمكم اللّه أو يهديكم اللّه أو يغفر اللّه لكم ونحو ذلك فلو قال يرحمك اللّه حصل أصل السنة والأمر للندب فيهما.
- (ابن عساكر) في التاريخ (عن ابن مسعود).
5621 - (عمي وصنو أبي العباس) بن عبد المطلب أي فاحفظوا حقي فيه وأحلوه محل الإكرام والإعظام فإن من آذاه فقد آذاني.
- (أبو بكر في الغيلانيات عن عمر) بن الخطاب.
5622 - (عن الغلام عقيقتان وعن الجارية عقيقة) أي يجزي عن الذكر شاتان وعن الأنثى شاة وبظاهره أخذ الليث والظاهرية فأوجبوها وأجاب الجمهور بأنه علقها في أخبار أخر على محبة فاعلها وذلك يدل على الندب ولو كانت واجبة لبين وجوبها بياناً عاماً تقوم به الحجة.
- (طب عن ابن عباس).
5623 - (عن الغلام شاتان مكافئتان) أي متساويتان في السن والحسن أو معادلتان لما يجب في الزكاة في الأضحية من الأسنان مذبوحتان من قولهم كافأ الرجل بين بعيرين إذا وجأ في لبة هذا ثم لبة ذاك فنحرهما معاً ذكره الزمخشري وزاد أو مكافئتان دفعاً لتوهم أن يتجن في أحديهما ويهون أمرهما فبين به أن تكون فاضلة كاملة وفيه تنبيه على تهذيب العقيقة من عيوب الأضحية (وعن الجارية شاة) على قاعدة الشريعة فإنه سبحانه فاضل بين الذكر والأنثى في الإرث والدية والشهادة والعتق فكذا العق ولا يعارضه أن فاطمة ذبحت عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً لأن النبي صلى اللّه عليه وسلم ذبح عن كل واحد كبشاً وذبحت أمهما عنهما كبشين واقتصاره في الأخبار على الشياه يفهم أنه لا يجزئ غيرهما ولو أعلى كالإبل والبقر وبه صرح جمع لكن نقل عن مالك أنه كان يعوق بجزور.
- (حم د ن ه حب عن أم كرز) بضم الكاف وسكون الراء ثم زاي الكعبية المكية الصحابية (عن عائشة طب عن أسماء بنت يزيد) بن السكن.
5624 - (عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة لا يضركم ذكراناً كن أم إناثاً) فيه كالذي قبله رد على الحسن وغيره في زعمهم أنه لا يسن العقيقة عن الأنثى قال ابن المنذر: وهو رأي ضعيف لا يلتفت إليه لمخالفته السنة الصحيحة من وجوه وهذه الأحاديث حجة للجمهور في التفرقة بين الغلام والجارية وعن مالك هما سواء فيعق عن كل منهما شاة قال الحليمي: وحكمة كون الأنثى على النصف من الذكر أن القصد استبقاء النفس فأشبهت الدية وقواه ابن القيم بالحديث الوارد في أن من أعتق ذكراً عتق كل عضو منه ومن أعتق جاريتين كذلك.
- (حم د ت ن حب ك عن أم كرزت [ص 364] عن سلمان بن عامر) بن أوس بن حجر الضبي نزيل البصرة قال مسلم: لم يكن في الصحابة ضبي غيره (وعن عائشة) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وقال ابن حجر: له طرق عن الأربعة والبيهقي.
5625 - (عن يمين الرحمن تعالى وكلتا يديه يمين) أي هما بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما لأن الشمال ينقص عن اليمين وكل ما جاء في الكتاب والسنة من هذا فمجاز واستعارة (رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين يغبطهم النبيون والشهداء) أي يحسدونهم حسداً خاصاً محموداً (بمقعدهم وقربهم من اللّه تعالى هم جماع من نوازع القبائل) أي جماعات من قبائل شتى (يجتمعون على ذكر اللّه فينتقون) أي يختارون الأفضل (من أطايب الكلام) أي أحسنه وخياره (كما ينتقي آكل التمر أطايبه).
- (طب عن عمرو بن عبسة) بموحدة ومهملتين مفتوحتين ابن عامر بن خالد السلمي أبي نجيح صحابي قديم وقد رمز المصنف لحسنه.
5626 - (عند اللّه خزائن الخير والشر مفاتيحها الرجال فطوبى لمن جعل اللّه مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر) أي الفساد والسوء (وويل) حزن وهلاك ومشقة من عذاب (لمن جعله اللّه مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير) قال الراغب: الخير ما يرغب فيه الكل كالعقل مثلاً والعدل والفضل والشر ضده والخير قد يكون خيراً لواحد شراً لآخر والشر كذلك كالمال الذي يكون ربما كان خيراً لزيد وشراً لعمرو ولذلك وصفه اللّه بالأمرين قال الطيبي: والمعنى الذي يحتوي على خيرية المال وعلى كونه شراً هو المشبه بالخزائن فمن توسل بفتح ذلك المعنى وأخرج المال منها وأنفق في سبيل اللّه ولا ينفقه في سبيل الشيطان فهو مفتاح للخير مغلاق للشر ومن توسل بإغلاق ذلك الباب في إنفاقه في سبيل اللّه وفتحه في سبيل الشيطان فهو مغلاق للخير، ومفتاح للشر.
- (طب والضياء) المقدسي (عن سهل بن سعد) الساعدي ورواه عنه أبو يعلى والديلمي.
5627 - (عند اللّه علم أمية بن أبي الصلت) وذلك أن الشريد قال: ردفت النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: هل معك شيء من شعر أمية قلت: نعم فأنشدته مئة قافية كلما أنشدته قافية قال: هيه أي زدني ثم ذكره.
- (طب عن الشريد بن سويد) ظاهره أن هذا لا يوجد مخرجاً لأحد من الستة وهو ذهول عجيب فقد خرّجه الإمام مسلم باللفظ المزبور عن شريد المذكور كما في الفردوس وغيره.
5628 - (عند اتخاذ الأغنياء الدجاج) أي اقتنائهم إياها (يأذن اللّه تعالى بهلاك القرى) أي يكون ذلك علامة على هلاكها وما ذكر من أن لفظ الحديث هكذا هو ما في نسخ الكتاب لكن في الفردوس وغيره ما نصه: عند اتخاذ الأغنياء الدجاج هلاك الفقراء وبإذن اللّه عز وجل بهلاك القرى اهـ. فسقط من قلم المؤلف لفظ هلاك الفقراء.
- (ه عن [ص 365] أبي هريرة) قال: أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الأغنياء باتخاذ الغنم، والفقراء باتخاذ الدجاج ثم ذكره. قال السخاوي: وهو ضعيف، وقال المؤلف في الميزان تبعاً للدميري: إنه واه ولابن حبان في الضعفاء عن ابن عمر مرفوعاً الدجاج غنم فقراء أمّتي والجمعة حج فقرائها.
5629 - (عند أذان المؤذن) للصلاة (يستجاب الدعاء) إذا توفرت شروطه وأركانه وآدابه كما سبق (فإذا كان الإقامة لا تردّ دعوته) أي الداعي كأنه يقول إنه عند الإقامة أقوى في تأكد رجاء القبول منه عند الأذان.
- (خط عن أنس) بن مالك وبيض له الديلمي.
5630 - (عند كل ختمة) من القرآن يختمها القارئ (دعوة مستجابة) فيه عموم للقارئ والمستمع بل والسامع ومن ثم آكد واطلب الدعاء عند ختمه.
- (حل) من حديث جعفر بن مجاشع عن حمون بن عباد عن يحيى بن هاشم عن مسعر عن قتادة عن أنس وقال: لا أعلم رواه عن مسعر غير يحيى (وابن عساكر) في التاريخ وكذا الديلمي (عن أنس) وفيه يحيى السمسار. قال في الميزان: كذبه ابن معين وتركه النسائي، وقال ابن عدي: يضع الحديث ويسرقه قال: ومن بلاياه هذا الخبر في أخبار أخر.
5631 - (عندي أخوف عليكم من الذهب أن الدنيا ستصب عليكم صباً فيا ليت أمّتي لا تلبس الذهب) أي عند صب الدنيا عليها وما هم بتاركيه. مراده رجال أمّته وهذا من معجزاته لأنه إخبار عن غيب وقد وقع.
- (حم عن رجل) من الصحابة ولا يضر إبهامه لأنهم عدول وقد رمز المصنف لحسنه.
5632 - (عنوان كتاب المؤمن يوم القيامة حسن ثناء الناس) عليه في الدنيا وعنوان الكتاب علامته التي يعرف بها ما في الكتاب من خير وشر وحسن وقبيح، وقد عنونت الكتاب أعنونه .
فائدة: قيل لبزرجمهر عندما قدم للقتل: تكلم بكلام تذكر به فقال: أي شيء قول إن الكلام لكثير لكن إن أمكنك أن تكون حديثاً حسناً فافعل، وكتب حكيم إلى الإسكندر: اعلم أن الأيام تأتي على كل شيء فتخلقه وتخلق آثاره، وتميت الأفعال إلا ما رسخ في قلوب الناس فأودع قلوبهم محبة أبدية يبقى بها حسن ذكرك وكريم أفعالك وشرف آثارك.
- (فر عن أبي هريرة) وفيه محمد بن الحسن الأزدي. قال الذهبي: قال ابن حبان لا يجوز الاحتجاج به ومحمد بن كثير المصيصي ضعفه أحمد.
5633 - (عنوان صحيفة المؤمن حب عليّ بن أبي طالب) أي حبه علامة يعرف المؤمن بها يوم القيامة وعنوان الكتاب بضم العين وقد تكسر وعنونته جعلت له عنواناً.
- (خط عن أنس) وفيه أبو الفرج أحمد بن محمد بن جوري العكبري قال مخرجه الخطيب: في حديثه مناكير. قال الذهبي: قلت له حديث موضوع انتهى. كأنه يشير إلى هذا. وقال ابن الجوزي: حديث لا أصل له.
5634 - (عهد اللّه تعالى أحق ما أدّى) يحتمل أن المراد بالعهد الصلاة لقوله في الخبر الآتي: العهد الذي بيننا وبينهم [ص 366] الصلاة.
- (طب عن أبي أمامة) الباهلي رمز لحسنه.
5635 - (عهدة الرقيق ثلاثة أيام) فإذا وجد به المشتري عيباً فيها ردّه على البائع بلا بينة وإن وجده بعدها لم يرد إلا بينة هذا مذهب مالك ولم يعتبر الشافعي العهدة ونظر إلى العيب فإن أمكن حدوثه فالقول للبائع وإلا رده وقال لم يثبت خبر العهدة.
- (حم د ك هق) في البيع عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن (عن عقبة بن عامر ه عن سمرة) بن جندب قال الحاكم: صحيح لكن الحسن لم يسمع من عقبة أي فهو منقطع ومن ثم ضعفه أحمد وغيره.
5636 - (عودوا المريض) بضم العين والدال بينهما واو ساكنة أي زوروا فالفاعل عائد وجمعه عواد كذا في المصباح وقال ابن الأثير: العيادة الزيارة ثم اشتهرت في زيارة المريض حتى صار كأنه مختص به (واتبعوا الجنازة) فإنها (تذكركم الآخرة) أي أحوالها وأهوالها وهذا كالمحسوس والأمر للندب المؤكد قال بعضهم: أمر بذلك لحق المسلم وللاتعاظ فإن المرض والموت يذكران الآخرة لأنهما من أسباب الرحيل فيستعد وكأنه يشير به إلى أن يكون معظم قصدكم من اتباع الجنائز ذكر الآخرة لا ما أحدثوا من الرسم والعادة مع ما فيها من البركة بحضور المؤمنين ومعونة أهله على تجهيزه.
- (حم حب هق عن أبي سعيد) الخدري.
5637 - (عودوا المرضى) قال ابن بطال: يحتمل كون الأمر للوجوب على الكفاية فإطعام الجائع وفك الأسير يحتمل كونه للندب للحث على التواصل والألفة وجزم الداودي بالأول وقال الجمهور: هي في الأصل ندب وقد تصل إلى الوجوب في حق بعض دون بعض وعن الطبراني تتأكد في حق من ترجى بركته وتسن فيمن يراعي حاله وتباح فيما عداهما وفي الكافر خلف وقد نقل النووي في الكافر الإجماع على عدم الوجوب يعني على الأعيان واستدل بقوله عودوا المريض على مشروعية العيادة في كل مرض لكن استثنى بعضهم الأرمد لكون عائده قد يرى ما لا يراه هو وهذا لأمر خارجي قد يجيء مثله في بقية الأمراض كالمغمى عليه (ومروهم فليدعوا لكم فإن دعوة المريض مستجابة وذنبه مغفور) والكلام في مريض مسلم كما هو ظاهر ويحتمل تقييده بما إذا لم يكن عاصياً بمرضه.
- (طس عن أنس) وضعفه المنذري ورواه عنه أيضاً البيهقي في الشعب.
5638 - (عودوا المريض واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة والعيادة) تكون (غباً) أي يوم